خبر مفرح بالتأكيد ، هذه المرأة ليست غريبة، مجرد أمها . ابتسمتُ ْ كالمعتوه وأنا أنظر إليها. لم تكن صورتها واضحة تماما في عيني. لم تكن هرمة على أي حال. بدت كما لو أنها شقيقتها، هكذا قلت لنفسي وأيدني سينس بشدة. لا أدري هل أصابني جنون عابر أم أني أهذي بسبب الحرارة. رحبتْ بي بابتسامة مصحوبة بكلمات معتادة ولم يبد عليها اي انزعاج من جسدي نصف العاري، بل طلبت من لطيفة أن تُحضّر العشاء للضيف الغالي!. لم أستطع أن أعترض أو أن أقول أين البوطة يا نصابين يا غشاشين! جلستُ على كرسي قبالة السرير ونصفي العلوي يشتاق إلى القميجة وأنا لا أشعر بأي خجل كأن الأمر عادي. بدوت مسلوب الإرادة غير قادر على أخذ أي قرار حاسم. كأن العصير كان مخلوطا بمسحوق الماري فجعلني أغرق في اللامبالاة. وأنا أسترجع تلك الواقعة أستغرب كيف لم أسرع نحو الباب. لكن الأقدار تقودك أحيانا كما تشاء نحو مواضع اللذة والألم. ها هي المرأة تبدأ في الثرثرة كسائق الطاكسي ، وأنا منشغل بالتحديق في صدرها. بدت شهية ولا تجاعيد في وجهها. طلبتْ مني أن أدنو. ثم أخرجتْ ألبوما للصور، وأخذت تقلب أمامي. هذه صورتها يوم زفافها . وهذه صورتها في شاطئ عين الذياب بلباس البحر. في الحقيقة كانت فاتنة في شبابها، أكثر فتنة من ابنتها. في غفلة مني ودون أن أشعر امتدت يدي لتحيط بها من الخصر. والغريب أنها لم تقل شيئا، واستمرت في استعراض صورها كأنها لم تشعر بيدي. تجلى جون سينس وأخذ يحرضني ابن الكلب.."هيا لا يوجد أكثر إثارة من تجربة امرأة في الستين".. شعرت بتأنيب الضمير من وساوس هذا الأصلع، و كنت تقريبا فاقدا للتحكم مستسلما لتيار الأحداث الغريبة . وضعتْ المرأة ألبومها جانبا. وقالت أنها اشتاقت إلى زوجها. وحكت لي عنه وكيف مات في حادث قبل ثلاثة أعوام. عادت لطيفة تناديني لتناول العشاء .وضعتْ صينية فيها جبانية من الحساء لوالدتها وعلبة دواء. ثم أخذتني إلى المطبخ. صحن كبير من الكفتة و آخر من الديسير وقنينة روج مستورد. وفي الركن رأيت جون سينس متئكا على الجدار يقول لي بنبرة خبيثة" الكرة في ملعبك يا جبان! " .
يتبع
كاتب وصحافي ودكتور Yassine Kamaline ياسين كمالين
0 تعليقات
أكتب لتعليق