استهزأتم منها و من طريقة سباحتها و من لباسها

الأحدث

6/recent/ticker-posts

استهزأتم منها و من طريقة سباحتها و من لباسها


تداولت بعض مواقع الفيسبوك التونسية هاته الصورة تداولا لا يخلو من استهزاء و سخرية و جهوية مقيتة.
صورة لسيدة عجوز تسبح بطريقة تدل على أنها "جبرية و نزوح" هكذا فهمت الصورة أو ما ارادت إيهامنا به تلك المواقع .
و كأن البحر عندهم يجب أن لا يأتيه ابناء الدواخل التي تناسوها طويلا و همشوها من خلال سياسات تنموية تميزت بالحيف و اللا عدل.
أو أن البحر حكر على ذوي القشرة البيضاء و الجميلين و الذين لهم مظهر خلقي متميز بشعر هفهاف و ووجه صبوح و نهود بارزة واقفة بمفعول السيليكون و وجنات طليت بالبوتوكس و فخاذ و زنود مكتنزة .
كفاكم حقرة لأبناء الداخل فهم ابناء تونس؛ يذهبون أنى شاؤوا و يعملون و يتساكنون أينما أرادوا؛ و البحر ليس ملكا خاصا أيها الباحثون عن التقسيمات الجهوية المقيتة و العنصرية المبغوضة.
هاته السيدة لم تمض جل وقتها من فندق لفندق و لا من شاطئ لشاطئ تتسكع و تتكسر لأنها ببساطة آثرت على نفسها تربية الأبناء و البنات و السهر على متطلباتهم... و حين ارادت الترويح عن نفسها بأن تتنعم ليوم بالبحر؛ استهزأتم منها و من طريقة سباحتها و من لباسها.
البحر ليس حكرا على ابناء السواحل و ليس حكرا على العراة و ليس حكرا على الأغنياء.

إرسال تعليق

0 تعليقات

Comments system

Contact us

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *