حرب 67 التى قادها الأشاوش المغاوير "ناصر" و "حكيم" لم تستمر أكثر من ست ساعات وكانت نتائجها مذهلة” ... فقد احتلت "إسرائيل" "سيناء" ومعها "غزة" و "الضفة الغربية" و "الجولان" و مات ما يفوق عشرين ألفا من الضباط و الجنود المصريين، وخسرت "مصر" 90% من أسلحتها التى دفع ثمنها الشعب المصرى من عرقه، وبعد أن كانت "إسرائيل" فى عهد "الملك فاروق" محاصرة فى "البحر الأحمر" على الرغم من هزيمة 1948، أصبحت لها اليد العليا و الثقيلة على العرب، وعلى الرغم من اعتراف الزعيم “اللى هو مش خرع زى ايدن” فى حركة مسرحية أنه يتحمل مسئولية الهزيمة كاملة، إلا أنه لم يدفع ثمن اعترافه كما حدث مع كل القادة المنهزمين عبر التاريخ بل بكل “بجاحة وتناحة وتياسة” دخل مع رفيقه فى صراع مرير على السلطة ودم عشرين ألف قتيل لم يجف بعد فوق رمال "سيناء" فسيدخل هذا الرجل التاريخ بهول جرائمه.
وماذا فعل بأهل "كمشيش" و "كرداسة" و "سنقا" عامى 1965و1966، فقد تعرض أهالى تلك القرى لفظائع يعجز القلم عن وصفها، وسقط الكثير منهم شهداء تحت تأثير التعذيب فى ساحة "السجن الحربى"، وصودرت أموالهم وانتهكت أعراضهم، جرائم تتضاءل أمامها جرائم الإنجليز فى "دانشواى" 1906.
وأن البسطاء الذىن جاء من أجلهم أخذوا ما يكفيهم من مكاسب ثورية على يد "شمس بدران" فى "السجن الحربى"، ومن ناحية أخرى نؤكد أن ما قدمته الثورة للفلاحين ليس كما يتصور المؤلف، فجميع الأراضى الزراعية قبل الثورة كانت تقترب من 6 ملايين فدان، تم توزيع 422 ألف فدان فقط على الفلاحين، فيما عرف باسم "الإصلاح الزراعى".
"عبدالناصر" هو السبب الأساسى فى حدوث الهيمنة الأمريكية و الصهيونية على المنطقة، فحكمه تميز بغياب مقومات الدولة المدنية وعلى رأسها احترام القانون واحترام حقوق الإنسان، فالاعتقالات العشوائية كانت تقوم على الشبهة وكذلك المحاكمات الصورية وتحويل نصف المجتمع جاسوسا على النصف الآخر، الأمر الذى أشاع الخوف فى قلوب الشعب ومثقفيه، هذا بالإضافة إلى عمليات التعذيب الجماعية التى تعرض لها سجناء الرأى والتى لم تعرفها معسكرات النازى.
"عبدالناصر" مسؤول عن كل ما جرى من انتهاك حقوق الإنسان والزج بعلماء "مصر" ومفكريها فى السجون، وتسليط زبانيته عليهم، وهى مسؤولية يتحملها أمام الله والتاريخ، فالنظم الديكتاتورية ليست نظما وطنية بأى حال من الأحوال. وفى كل عصور الانحطاط التى مرت بها البشرية شهد الإنسان ألوانا من التعذيب والاضطهاد لأسباب دينية أو سياسية أو اجتماعية أو فكرية، ولكنه لم يشهد أبداً تعذيبا بدون سبب إلا لشهوة التعذيب إلا فى عصر "عبدالناصر"، وكل ذلك وصمة عار ل"عبدالناصر" وعصره، فقد كانت الجريمة لا تستهدف
شخصا دون الاخر انما كان عادلا في تفريق الظلم وسط "مصر".
0 تعليقات
أكتب لتعليق