يوم مولدي، ومنذ الصرخة الأولى جاء سيل الصرخات الممزوجة بالألم والوجع، كان ذلك اليوم الموافق ل.1960/07/30 على ثرى "الهامة" دمشق، و فيها ومنها عرفت الحياة وحب الأرض ومعنى الوطن، رغم مجاملات التهاني ...أرى الألم يعتصرني، أحمل في قلبي آهات وطن مثخن الجراح، كالصقر الذي يشويه جهلة القوم، و وطني يعرفونه حق المعرفة فأثخنوا جرحه، إنه وطن بحجم التاريخ وحضارة الإنسان، جريح، نازف دام منذ أعوام خلت طافحة بالمرارة والأناة.. غصت الحناجر بالوجع....حيث يسكن أعماقي وجوارحي وطني وأهلي، ينوء كاهلي و وجداني بذلك الحمل كما كل الغيورين على وطن عشقناه، فهل يمكن استعارة الصبر أو الاحتيال على النفس ومواساتها ؟؟
وفي كل حين استنهض الهمم كتمرد ثائر، وسكون حائر و جائر، وأيام غامضة واعدة، حالما بشامنا يستريح على خاصرتها جبل قاسيون وجبل الشيخ وربوع غوطتها، تزهو بأبنائها وأطهارها، حتى تخنقني العبرات والتيه ونجوى النفس للنفس لأتجاوز عتبة الألم والوجع، عانقت آمالها هموم الحياة بكل أشكلها وألوانها، و التي تبدأ من لقمة العيش وغصتها حتى تصبح هم وطن تكالبت عليه أجناس وشذاذ آفاق وأشباه بشر، بحقدهم الدموي اللعين، تنهك تماسكه وإنسانه وبنيانه، لكن شامنا لا تقبل إلا الطهارة والأطهار واستقامة رجالها، وليأخذ الياسمين اسمها كما اقترنت الوردة باسمها...!!
هؤلاء ملأوا طهر شامنا سخاما وحقدا، لم يعرفوا أن ارضنا موئل الياسمينة والوردة والعرقسوس الضارب في اعماقها، تفرق الجمع، تباعد الأحبة، حتى أصبح الحلم كلمات مبعثرة، ومناجاة أحبة ملأوا أصقاع الدنيا وقلوبهم وعقولهم معلقة ببوصلة شام الدنيا.
كل عام و وطني بألف خير
وطني أيقونة كرامتي.
اللهم عجل بانقشاع الغمة، وعودة الشام لأهلها و أطهارها ...
امين يارب العالمين
* محمد أبو الفرج صادق
31/يوليو/2017م
الموافق 7 ذي القعدة 1438
الموافق
0 تعليقات
أكتب لتعليق