في الحي، اصطلح الناس على تسمية السبت عيدا للحثالة والأوباش.. قنينات الروج الرخيصة تتكسر على الجدران.. ورائحة الماحية تصل إلى قلب البيوت.. ليلة السبت عربدة لا تنتهي حتى مطلع الفجر.. شتائم جنسية تبدو كوِرد أسبوعي لا مفر من سماعه ..والبوليس لا وجود له على الإطلاق.. بل إن السكارى يتبولون على جدران الكوميسارية ولا من يكلمهم.. حميد ولد فاطنا يتقيأ ويتبول . وأحيانا يتغوط في الزنقة حين يسكر.. في أحد المرات احتسى لترا من الماحية وتخلص من كل الثياب.. سار بين الأزقة وخصيتاه تتدليان... لم يجد إلا بغلة مربوطة بجانب الكروسة.. دخل بها دون خطبة ولا عقد نكاح ، ونباح الكلاب كان بديلا للدقة المراكشية.. ليلة السبت في حينا مهرجان لاحتساء الكحول الرخيصة.. في الصباح تكون الأزقة مكتظة بقنينات الماحية والروج وكانيطات البيرة.. منذ عشرات السنين يتكرر نفس المهرجان.. يعتزل الحثالة ويأتي جيل آخر ليحمل المشعل. هذا هو السبت المقدس، أليست صلاة الجمعة أكثر أمنا من هذا السبت؟.. المصلون مسالمون وحريصون على السلوك الوقور.. بينما هؤلاء الحثالة أصحاب السبت المقدس يحولون الليل إلى جحيم.
0 تعليقات
أكتب لتعليق