هلوسة نشرتها جريدة الأخبار قبل عام تقريبا

الأحدث

6/recent/ticker-posts

هلوسة نشرتها جريدة الأخبار قبل عام تقريبا

ذكرت هذه الهلوسة وأنا أجوب أزقة مدينة تزنيت... هلوسة نشرتها جريدة الأخبار قبل عام تقريبا:

في هذا المساء الغامض، المتقلب المزاج بين غيم ينسى أن يمطر وشمس تأبى الرحيل وبين رياح باردة برودة مشاعرنا وبجفافها..! أتجول في هذه المدينة التي لا تتبدل ثيابها مع تعاقب الفصول ولا تعترف أبدا بفصل الحب.
كادت أن تلتهمني ازقتها الضيقة وابوابها العالية، وبنياتها المملة وبناتها المتشابهات بزيهن المحتشم عن قناعة أو عن تقليد وتقاليد لا ترحم..! الشيء الوحيد الجميل في مدينة تزنيت بعد هدوءها المخيف، هو نساء المدينة اللواتي تميزهن بلباسهن وزينتهن، تستطيع التعرف على أصلهن وما إن كن متزوجات أو عازبات. لكنك لن تميز العاهرات من العفيفات ولا "الملتزمات" من "المتحررات".
لا علينا، المهم اني تجولت في المدينة بحثا عن ذكريات فانية وعن لحظات سقطت مني سهوا، أسوار شاهدة على حب لم يلفظ أنفاسه الأخيرة بعد أن خانه الصبر والتحمل في غابات الإهمال والصمت والحرمان. أحاول اختراق أزقة ضيقة تعج بالباعة المتجولين والنساء والأطفال والكثير من المتحرشين في صمت، رجال تزنيت لا يجرؤون على مغازلة أنثى في الشارع العام لكن بعضهم لا يمنع جسده من الالتصاق بمؤخرات النساء.
كنت ابحث في عيون العابرات الغارقة في الكحل عن نظرتها، وفي وجوههن التي غطتها مساحيق التجميل باحتشام واضح عن ابتسامتها، كمن يبحث عن أمه التي ذفنها بيديه وسط تدفق الحجاج في مشعر منى.
شعرت بالبلادة قليلا والبلاهة احيانا، بالغباء كثيرا، لكني استمررت في التقدم حتى وصلت للمكان الذي افترقنا فيه، وقفت كعمود لوحة اشهارية مكتوب فيها "أنا هنا هلا أتيت". كان عطرها لا زال هناك، وكان كرسي بارد نجلس عليه ما يزال يحتفظ بكل حكاياتنا وأحاديثنا.. وكانت عيون المتلصصين تطيل النظر إلي دون استحياء كما كانت تفعل حين أكون معها.
قطرات المطر فاجأتني وبعثرت شرودي، لا أدري هل تساقطت لترسم قطرات الدمع على ملامحي بعد أن أصبحت رجلا من ماء وملح _لا يبكي_ أو أنها دموع من كانت حبيبتي وصلتني من السماء بعد أن وصلها تخاطري..!

إرسال تعليق

0 تعليقات

Comments system

Contact us

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *