مجرمون" بالأمس، أصبحوا اليوم ضحية...

إذا انتزع الراعي عنزة من براثن الذئب، تعتبره العنزة بطلا ويعتبره الذئب ديكتاتورا"
تشابهت الظروف والأحكام والضحايا.. واختلفت المواقف. "مجرمون" بالأمس، أصبحوا اليوم ضحية. فصيل دُبح بسيفه، وقف في قفص الاتهام ذات يوم يبكي "شهيد" قضيته. بالأمس طالبوا بالحرية لمناضليهم واليوم ينددون بأحكام لا تنصف من سال دمه على أرض أمور واكوش.

دفاع عن النفس أو جريمة قتل، لم يعد مهما.. مات عمر وسُلبت حرية آخرين، فقط لا تنسوا أن أبطالكم وشهداءكم ليسوا الا خونة ومجرمون في نظر الطرف الآخر، والعكس صحيح تماما. قانون خاص تحتكم إليه الفصائل الطلابية، الجروح قصاص والعين بالعين والنفس بالنفس والبادئ أظلم.

لم يكن عمر يحمل في يديه ورودا، وإن كان لابد من قول الحقيقة فدماءه تلطخت بها آيادي الأصدقاء قبل الأعداء، وإن مات او قُتل انقلبتم يا من استقبل من قضى عشر سنوات في السجن بنفس التهمة باختلاف المكان والظروف والخصم.

حرية الدفاع تقتضي الحياد، تقتضي التطلع في المرآة لرؤية وجه الفساد والإجرام وروح التخوين. لستم ملائكة طاهرة وما دونكم سفاحون، جميعكم لعبة بآيدي أسيادكم يضرب بعضكم ببعض ويحتسي نخب تشتيتكم وتفرقتكم.

درس دفعتم ثمنه غاليا، باش قتلتوا باش قتلوكم.. فهل آن الأوان باش تديوها فقرايتكم وتقابلوا شغالكم وتناضلوا بأفكار ووعي وليس بالسيف والزرواطة!! أليستم شعبا واحدا بهدف واحد مهما اختلفت منطلقاتكم وتوجهاتكم تبقى معركتكم مع المخزن ومطالبكم واحدة لخصها الحق في العيش الكريم!!!

تضامنكم الفايسبوكي الفارغ لن يعيد الروح لحسيني وعمر ولن يعوض اوسايا ولا اعضوش عن سنوات قضاها في غيابات السجن ولن يحرر مداني يوم أمس..