هكذا صاحت الخادمة لالة ..هذه رائحة كلب ميت ......

الأحدث

6/recent/ticker-posts

هكذا صاحت الخادمة لالة ..هذه رائحة كلب ميت ......

لالة ..هذه رائحة كلب ميت " هكذا صاحت الخادمة. ظلت لطيفة رأفت تمسك أنفها وتحدق في محمد شكري وتشتم في سرها البواب الذي سمح له بدخول الفيلا. أحس شكري بأن كلام الخادمة موجه إليه فقال :" أكيد هناك كلب ميت في الحديقة لالة لطيفة! " لم تشأ لطيفة أن تطرده لأن لسانه قذر وقد يهاجمها في جريدة صفراء، لذلك طلبت من الخادمة أن تحضر له الشاي .
قال شكري أنه لن يأخذ من وقتها كثيرا ،نصف ساعة تكفيه لإجراء حوار فني لصالح الجريدة. كانت لطيفة مضطرة لتحمل رائحته على مضض ،ولم تجد بدا من إشعال البخور وفتح جميع النوافذ.
بعد نهاية الحوار أراد مصافحتها فتمجمدت دون حراك. يده بقيت معلقة في الهواء لا يريد أن يعيدها إلى جيبه. قال: " لست كلبا أجرب لالة لطيفة! " . خافت من لسانه القذر على سمعتها، وهكذا صافحته. وحين فعلت أحست بقشعريرة غريبة. أحست كأن سربا من البق والقمل يزحف على جلدها ، وظلت تحك بعد ذهاب شكري وتشتم الخادمة والبواب.
أخذت حماما دافئا ودهنت جسمها كاملا بصابون ديطول. لكن الاحساس بالحكة لم يزُل.
لم تنم تلك الليلة ، ظلت تحك وتحك وتحك ..في الصباح نظرت إلى المرآة فشعرت بالرعب والتقزز. كان جلد وجهها مليئا بثقوب عفنة. خلعت ثيابها كاملة وكان كل شبر في جسمها مصابا بتقرحات عفنة.
دخلت إلى المستشفى، وقال الطبيب أن العلاج سيأخد أكثر من شهر لكن آثار الجرب لن تزول قبل ستة أشهر.
استسلمت لطيفة وصلت ركعتين لله. دعت على شكري وسألت الله أن يصيبه بسرطان في دبره. في نفس الغرفة كانت ترقد معها شابة مصابة بكسر في الحوض. تقضي كل الوقت في قراءة الأدب. في اليوم الخامس أصيبت لطيفة بالأرق فاستعارت رواية الجريمة والعقاب . ظلت تقرأ بمتعة وشغف حتى غرقت في النوم.
عندما جاءت الممرضة في الصباح لم تصدق ما رأت. أيقظتها ونادت على الطبيب. حتى الطبيب لم يفهم شيئا. كانت كل التقرحات العفنة قد اختفت. لكن الطبيب أصر على بقائها في المستشفى يوما آخر للتأكد من الشفاء. في المساء استعارت كتابا آخر. فمنحتها الشابة كتاب الخبز الحافي. شعرت لطيفة بالغثيان حين لمحت اسم الكاتب. وحده الفضول دفعها لتقرأه . وكانت تبصق كلما قرأت قليلا ، وفي أحد اللحظات لم تستطع أن تمنع نفسها من التقيؤ على الفراش.
في الصباح شعر الطبيب بالحيرة . لقد عادت التقرحات بصورة أكثر عفونة. أما لطيفة فكانت تبكي كطفلة.

                  كاتب وصحافي ودكتور           Yassine Kamaline    ياسين كمالين   

إرسال تعليق

0 تعليقات

Comments system

Contact us

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *