يبقى محمد شكري أكبر من أن ينتقذه جاهل أو يدافع عنه مبتدِأ أو يقلده متلعتم ولو عظُم شأنه بينكم يا معشر الفاسبكة، ولو كانت كُنيته صدفة تنطبق على مكان يرتاده، ولو إلتهمتم كل مؤلفاته.
شكري محمد، أسطورة زمانه كتب في الممنوع، ونطق بالمسكوت عنه آنداك. كتب فيما نتداوله اليوم في حيز المباح والمعتاد. لا تصنعوا منه بطلا ولا تحاولوا تشويه صورته أمام أوفياء حروفه وكتاباته، فلن تقولوا عنه أسوأ ما قال عن نفسه.
كفى نبشا في أحشاء اللغة، فشكري عشق البساطة أسلوبا وسردا وامتهن فضح الواقع ولو خيالا. كتب عن العهر فلا شرف لكم أن تمجدوه، كتب عن القبح فلا عفة لكم إذْ ترموه بالرذيلة. محمد شكري أميٌّ فلا تتبجحوا أمامه بفصاحة تلقيتموها بشهادة إجازة لا تجيز لكم ترتيب الكلام ليصبح كتابا.
محمد شكري ليس موجة قابلة للركوب نحو الشهرة، اصنعوا من الكلمات بأسلوب تستفردون به لأنفسكم، زوارق نحو التألق. لا نحتاج نسخا ولا شخصيات كرطونية مكررة.. نبحث عن التميز في عالم المتشابهات.. شكري مات، وترك خلفه كلمات نشرب منها مزيدا من العطش ولن تروي ظمأنا ولن تسقي كل حقول الباحثين عن متعة القراءة..
0 تعليقات
أكتب لتعليق