ولا صوت أنثوي زعزع مشاعري

الأحدث

6/recent/ticker-posts

ولا صوت أنثوي زعزع مشاعري

ليلة بيضاء تنتظرني هنا، السم يجري في أوردتي يصارع مضادات حُقنت بها على ثلاث دفعات.
المستشفى مجهز بكل الأجهزة، لكني وحيد في غرفة رباعية أراقب السقف بينما ممرضوا الجناح يتابعون برنامجا سخيفا على شاشة كبيرة مربعة في غرفة مقابلة لسريري. قهقهات تصلني ونكث غارقة في البداءة ورائحة طاجين محترق. بجانبي كهل تجاوز الأربعين من عمره يعاني من مغص حاد ويواصل النحيب ويئن بصوت أقرب للإحتضار.
غادرني والدي للتو، سألني إن كنت أريد يوغورتا، أجبت بالنفي حتى لا أوفر لطاقم التمريض ما يطردون به مذاق الطاجين المحترق. أريد شواء أو قطعة لحم كبيرة مطبوخة على نار هادئة مع القليل من البصل والزبيب. المرضى لا يشتهون يوغورتا أو حليبا خاليا من الدسم.
التغطية سيئة جدا، لا أكاد أسمع صوت أصدقائي المتصلين بي، كلهم ذكور ولا صوت أنثوي زعزع مشاعري. اتصالات صادقة جدا خالية من المصالح وهذا يشرفني وأشكرهم من أعماق قلبي. أراجع تعليقاتكم الجميلة وأقرأ دعواتكم الصادقة قبل أن يستوقفني تعليق غريب يبارك ل هند عيد الفطر!! ابتسمت قبل ألعن صاحبه، ألم تجد يا غبي طريقة أخرى لتبارك لهند عيدها الا بالتعليق على صورتي وانا أتجرع الألم!! غريب أمره!!
أنا بخير، فقط أنتظر الصباح لأعانق الحرية، أنا أفضل حال من معتقل مسجون يجهل مصيره ولا يستطيع التنبؤ بما ينتظره. أدركت معنى ذلك، وكفرت بالأعياد ما لم يحضن البعيد أقرباءه. ما لم يعانق المسجون ظلما حريته ويتنفس عطر والدته في حضن بحجم الجنة وبطعم الانعتاق من سلطة الطغاة..

إرسال تعليق

0 تعليقات

Comments system

Contact us

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *