حكاية واقعية بمناسبة العيد والريع..
أثناء اشتغالي في أحد الدواوين الوزارية اكتشفت أمرا عجيبا يبين فداحة ما يقع منذ سنوات والى اليوم..
ذلك انني سألت يوما عن ساءق لاحظت تغيبه وكنت في حاجة إلى مساعدته وهو الذي كان لا يتردد في مساعدتي والذهابي بي الى أية مهمة.. وذات صباح التقيته وسألته عن أحواله وصحته وأسباب غيابه فحكى لي العجب.. قال المسكين انه بمناسبة عيد الأضحى طلب منه في الديوان ان يتكفل بإيصال خروف الوزيرة !!!!!!
امام ذهولي واحتجاجي بدأ المسكين يحكي لي..وبالتفصيل الممل ....
قال لي انه قضى ساعات في إحدى المصالح التابعة للقصر او التشريفات لا أذكر وحصل على "بون" به رقم.. وأنه يذهب يوميا بسيارة المصلحة الى ضواحي الرباط حيث توجد ضيعة تابعة للقصر وحيث يتجمع يوميا عشرات الساءقين من مختلف الإدارات المدنية والعسكرية والأمنية قصد انتظار الدور لأخذ الكبش الفاخر نحو منازل خدام الدولة.. ومن مختلف المدن!!!!!
بعد يومين او ثلاثة من الانتظار في تلك الضيعة البعيدة بدون اكل او شرب.. مما يعني تعطلا كاملا لسيارة المصلحة حتى يصل الدور على سائق الوزارة الطيب.. وعندما حصل ذلك كان عليه ان يوصل الكبش المحترم الى مدينة الدار البيضاء حيث تقيم عاءلة الوزيرة.. ثم يعود في نفس اليوم و يقوم بتنظيف السيارة التي ظلت رائحة الخروف بها لمدة أسابيع وكنا مضطرين لاستعمالها في تحركاتنا داخل الرباط وخارجه..
هاهو جزء بسيط من الريع الذي يغرق في نعيمه خدام الدولة.. وهاهي مصالح الإدارات التي تتعطل والتي غضب عليها خطاب العرش..
انه كما يعلم الجميع جزء يسير جدا من جبل الجليد الغارق تحت مستنقع ضخم من الامتيازات والاعطيات و الاكراميات التي تم بها خلق فئات اجتماعية واسعة ترفض اي تغيير وتقاومه بشدة وتنعت كل حركة احتجاجية بكونها فتنة..
0 تعليقات
أكتب لتعليق