في ليلة حالكة من ليالي الخريف، ليلة رطبة باردة، رطبة على وجه الخصوص، قد عدت حينها من إحدى حانات المدينة، حانة متواضعة تقبع في زقاق أغلب ساكنيه بؤساء وضعاء، والحانة أغلب روادها مساكين فقراء ومسحوقين، لا أعرف مالذي جمعني بهم، الحانة ربما...!! بمعنى أوضح، لما حتى ارتادها بين الفينة والأخرى..؟؟ إنني لا أحاول البحث هنا عن جواب شافي، بل أفعل كل ما بوسعي لاتعمد تجاهله...
ناولني نادل الخمارة زجاجة فودكا من النوع الرديء، همس لي بشفتيه دون أن ينبس ببنت شفة، نظرات فقط هي ما تبادلنا، ملأت الكأس حتى انفش الخمر، كنت ساهيا في شيء ما، أي شيء..؟؟ شيء وكفى.. وضعت كوع يداي على مسند خشبي، ثم أسندت عليهم رأسي، فاتحا لدماغي الذي يلف ألف دورة، العنان، كآن رجلان مهذاران يجلسان بجانبي، يحتسيان الخمرة بشراهة، وقد نالت منهم الثرثرة ما نالت، إن ما جذب فضولي في ثرثرتهم تلك، هو حديثهم عن النساء، وقد خطف بالي سؤالا بغتة، لم هي أكثر احاديثنا النساء، لم هذا الكائن البشري يخلد إلى كل احاديثنا، بل بشتى أنواعها أحاديث، مقتحمة كل فصل من لحظاتنا، سواء أكانت هي لحظات سعيدة أم تعيسة، حتى إنك لتجد رجلان يتجاوران بيتي حمام، وهما يحلقان زغب أسفل بطنهما غير مبالين بالمرآة المعلقة بمسمار نهشه الصدأ على جدار بالي متسخ، وكل واحد قد أخد دوره في الحديث عن امرأة ما، ولعله يتحدث عن ما فعله بصديقته الاربعينية في الليلة الماضية، محاولا إبراز فحولته أمام صديقه، فيرد عليه الآخر فورا و قد جرح قضيبه بجرح بسيط إثر انزلاقة مفاجئة من الموسى لم تكن في الحسبان، هل زنيت بها دون أن تحلقه..؟؟ أي بشر أنت..؟؟ ألم تتقزز منك..؟؟ فيحاول الآخر أن يتاذكى قليلا..
ليست كل نساء تعشقنه اصلع.. لزغب حلاوة خاصة، وهذا تدركه جيدا امرأة أربعينية، هل سبق لك وعاشرت أربعينية..؟؟ اخمن أنك لم تفعل... / جوابك صحيح فأنا لا اعاشر إلا الصبايا الغلمان..
ليست كل نساء تعشقنه اصلع.. لزغب حلاوة خاصة، وهذا تدركه جيدا امرأة أربعينية، هل سبق لك وعاشرت أربعينية..؟؟ اخمن أنك لم تفعل... / جوابك صحيح فأنا لا اعاشر إلا الصبايا الغلمان..
طردت روحي وسط هذا البوح الممزوج في خيالي، الكؤوس ما تزال تقرع بجانبي، واحدة تلو الأخرى، و الثرثرة قد صدعت رأسي، والخمرة لعبت برأسي قليلا، طلبت بيرة هذه المرة، احتسيتها فورا ورحلت..
في الطريق بلت في سروالي، أخرجت خصية لاتبول بدل القضيب، ولم أنتبه للأمر إلا حين أحسست بالسخونة تتدفق على فخذي، طاردوني أطفال الحجارة، وكادوا أن يفلحوا في تهشيم رأسي، سقطت مرتين، إحدى السقطات وسط شارع ممتلئ، كادت تدهسني فيه سيارة أجرة لولا تدخل أحد المارة، شتمني السائق هو الآخر وقال عني سكران قواد وشيئا آخر لم يستصغه بالي..
في الطريق بلت في سروالي، أخرجت خصية لاتبول بدل القضيب، ولم أنتبه للأمر إلا حين أحسست بالسخونة تتدفق على فخذي، طاردوني أطفال الحجارة، وكادوا أن يفلحوا في تهشيم رأسي، سقطت مرتين، إحدى السقطات وسط شارع ممتلئ، كادت تدهسني فيه سيارة أجرة لولا تدخل أحد المارة، شتمني السائق هو الآخر وقال عني سكران قواد وشيئا آخر لم يستصغه بالي..
عاد حديث النساء يطارد سكوني، لا أسف على كل الراحلات منهن، ولا عزاء لمن ماتوا بغير حسبان، ولا ضير في أن اتخلف عن جنازة إحداهن، فكلنا آجلا أم عاجلا سنعسى لسبيل ذاته، ولا وداع للقادمات منهن، وللواتي عاشرتهن تناسيتهم كما لو أنهموا ما كانوا يوما، إنها لعبة الحياة ولا أسف، إنها مشيئة الطبيعة، ونحن لسنا فيها إلا حثالى، أرقام تصبح لا شيء فور أن يسقط العد عنها، أصفار كثيرة لا تعد شيئا، والأرقام تتوالى، يصبح الواحد نكرة بحلول العشرة عند العشرين قد عدم وفي المئة يغدوا لآ شيء في مسار لا شيء
0 تعليقات
أكتب لتعليق