الوداد اسم محاط بالكثير من الخرافات التي خلقها عشاقه والأكاذيب التي اقترفها الحاقدون . وأنا سأحاول سرد تاريخ نشأته بكل موضوعية ، فأنا لست وداديا ولا رجاويا وإنما أبتغي تخليص تاريخ الوداد من الأكاذيب .
كما يعلم الجميع لم يكن الوداد في اللأصل ناديا لكرة القدم عند تأسيسه في العام 1937 . وسبب التأسيس هو أن اليهود المغاربة والعائلات الفاسية المستقرة في كازا كانوا محرومين من ولوج المسابح ، التي كانت خاصة بالمنتمين إلى النوادي التي يسيطر عليها الأوروبيون .
طبعا المغاربة الفقراء لم يكن يعنيهم الأمر لأن الشواطئ مجانية ثم إنهم مشغولون بلقمة العيش . إذن فمسألة دخول المسابح كانت تشغل بال النخبة الفاسية واليهودية فقط .
وهكذا استطاع الفاسي محمد بنجلون أن يحصل على ترخيص من المقيم العام موريس نوغيس لتأسيس أول ناد مغربي مع وضع بعض الشروط :
منها إبعاد الدين و إبعاد السياسة وأن يكون نصف المكتب المسير من الفرنسيين وأن تضم الفرق الرياضية لاعبين فرنسيين .
منها إبعاد الدين و إبعاد السياسة وأن يكون نصف المكتب المسير من الفرنسيين وأن تضم الفرق الرياضية لاعبين فرنسيين .
وهكذا ثم تأسيس نادي الوداد برئاسة بنجلون ومحمد ماسون مع فرنسيين منهم بيير اندري وكورني فيفيريل ، ويهود مغاربة منهم رالف بوطبول و وشارل بنشتريت .
قد يستغرب البعض من وجود يهود مغاربة ، لكن الأمر منطقي لأن اليهود كان وضعهم في المجتمع المغربي عاديا قبل تأسيس إسرائيل ، ثم إن إقحامهم هو إظهار لحسن النية و تنفيذ لشرط عدم الزج بالدين في الرياضة الذي وضعه المقيم العام .
طبعا من الكذب القول أن الوداد في بدايته كان فريق مقاومة ، أولا لأن المقاومة و المطالبة بالاستقلال لم تظهر في المغرب حتى عام 1944 ، والمقاومة المسلحة كانت قد انتهت قبل تأسيس الوداد . ثانيا هل المقيم العام مغفل حتى يرخص لناد مقاوم ؟ ثم هو أصلا قد اشترط ابعاد السياسة عن أنشطة النادي لإعطاء الترخيص . ثالثا لو كان النادي للمقاومة لاختار اسما غير الوداد الذي يعني الحب ، ولاختار رمزا كالهلال أو السيف بدل البطة الوديعة المسالمة .
في البداية كان الوداد ناديا لكرة الماء ، وفي عام 1939 تم خلق فرع لكرة القدم بشرط وجود ثلاث لاعبين أوروبيين في الفريق وبما أن الحرب العالمية قد اندلعت فقد شارك الفريق في كأس الحرب دون تحقيق أي نجاح ، وبعد استئناف البطولة لعب الفريق موسمين في القسم الثاني بقيادة الأب جيكو .
بعد الحرب العالمية ، كانت بريطانيا وفرنسا مرغمتين على ترك المستعمرات ، فأمريكا لم تساعدهما ضد هتلر مجانا . وهكذا بدأت تظهر في المغرب فكرة الاستقلال ، ولأن أغلب الفرق كانت فرنسية الإدارة و اللاعبين كالياسام و سطاد المغربي فقد أصبح فريق الوداد هو المفضل عند المطالبين بالاستقلال ، لأن نصف مكتبه المسير من المغاربة و لا يضم إلا ثلاث لاعبين أوروبيين . لكن هذا لا يعني أن الفريق أصبح فريق مقاومة لأنه بذلك سيخل بشرط إبعاد السياسة وسيعطي للسلطة الفرنسية ذريعة قانونية لحله .
من الأشياء الغريبة في تاريخ الوداد هو غياب الحديث عن محمد ماسون وهو من المؤسسين ، وأيضا كان مدربا للوداد بعد رحيل الأب جيكو إلى أواخر الستينيات . ثم إن لقبه غريب ، فاسم ماسون ليس مألوفا بين المغاربة .
في النهاية ، الوداد في نشأته كان رمزا للتعايش والسلام ، بدليل ضمه لمغاربة مسلمين ويهود ومسيحيين فرنسيين ، وبدليل البطة الوديعة . فلم يكن المقيم العام ليسمح برمز ديني كالهلال . أما الأطفال الذين لا يفرقون بين اليهودية والصهيونية فعليهم التسجيل في قسم محو الأمية . فاليهود المغاربة في ذلك الوقت كانوا يعيشون بسلام مع باقي المغاربة ، وهذا الكلام لن يفهمه المتعصبون و المتطرفون .
0 تعليقات
أكتب لتعليق