لا وطن دافئ يحتضنهن ويمنحهن الأمان والدفئ.. إذ ألقى بهن ليواجهن عنف الطبيعة لوحدهن في تحد سيزيفي لتقلباتها المزاجية.. برلمانية تطلب من خادمتها رمي قطع الحطب للمدفئة؛ وهو في الأصل، حطب مسروق من غابة أركان مجاورة لقرية يموت أهلها بردا.. وحدها لها الحق في أن تسرقه دون أن يطالها عقاب القانون..
وزير غير مهتم لأمر البرد.. كأس الشامبانا منتصب القامة فوق طاولة عرعار لامعة، ومعطف صوفي ثقيل يقيه قشعريرة مؤلمة، وإن فتحت دولاب ملابسه، ستعثر على عشرات المعاطف معلقة لمشاجب حديدية.. كل شهر يذهب للتبضع من متاجر عواصم عالمية.. الحرارة تدب في جسده كمولد كهربائي؛ ولا يشغله أمر من يبحثون عن قطعة ثوب كمن يبحث عن طوق نجاة..
امرأة غنية زوجها مدير مؤسسة عمومية.. تلبس جوارب قطنية وتلف حول عنها شالا ناعما دافئا ؛ وبالصدفة شاهدت روبورتاح بالقناة الثانية عن نسوة يعانين لجلب عود حطب يدفئن به ما تبقى من أجسادهن العليلة، وغيرت المحطة بسرعة كي لا يتعكر مزاجها المنتشي بكأس ويسكي فاخر..
لا أعلم لما علي الكتابة.. ربما، أجدها فرصة لتستمر مسيرة الاحتجاج؛ أو ربما؛ لأني جبان وتافه.
لا أعلم. . سمعت أحدهم يقولها.. الجبناء هم من يختبؤون خلف الكلمة.. أما الشجعان؛ فيسبقون الكلمة بعشرة خطوات على الأقل.
اللعنة على الجميع.. علي، وعليكم، وعلى من يحكم..
أخبري الله بكل شيء أيتها المسكينة.. أخبريه عنا وعن من يمسك الميكرفون ليكذب..
لا تنسي.. أخبريه كي يعاقبنا جميعاً.
0 تعليقات
أكتب لتعليق