احد الأصدقاء يعيد كتابة شهر ونصف بالعربية الفصحى بغية طبعها في كتاب ...
ما رأيكم ؟؟
ما رأيكم ؟؟
شهر ونصف
الجزء الأول
الجزء الأول
كانت سنة ألف وتسعمائة وخمسة وتسعين أسوء سنة مررت بها في حياتي، عانيت كثيرا، تشردت ولم أجد معينا أو رحيما بي، تجرعتُ الأمرّين، عدتُ بعد عيد الأضحى وأنا في أسوء حالاتي، لم تعطني أمي إلا مصاريف التنقل كي أعود إلى سلا وأجدَ إبراهيم –الشخص الذي أعمل عنده-قد فتح محل البقالة قبل قدومي بأسبوع، عندما توقفتِ الحافلة اتصلتُ به أخبرته بمقدمي، أتى عندي كي يصبّ عليّ من الشتائم كل ما يملكه هذا بعد أن أغار علي بصفعتين ساخنتين، إبراهيم كان شخصا باردا ليس في قلبه هاجس رحمة أو شفقة، ربما لأن طفولته كانت مشابهة لطفولتي، عانى كما أعاني وتحولت شخصيته وصار كما هو الآن، أكبر حاقد على هذا الكوكب، حملني على دراجته النارية، وفي الطريق قال لي، أصفعتكَ الغفوة لتوك، لو وجدتني قد اخترتُ عاملا غيرك، لتركتُ أمك في المحطة، يضاجعونك حتى تصير عاهرة لديهم...
عملتُ عنده ليومين فقط، اتصلوا به، أخبروه أن أمه قد ماتت، فقال لي:
موحماد، لقد أتيتَ لتوك، وقد ماتت أمي ويتوجبُ عليّ أن أغلق محل البقالة، يجب أن أذهب كي أحضر جنازتها، لا أستطيع أن أتركك في المحل لوحدك، هي مسؤولية لستَ أهلا لها، أتعرف مكانا تستطيع أن تلبث فيه أسبوعا على الأكثر قبل أن أرجع؟
قلتُ: لا، أنت تعرف هذا، أسبق لكَ أن رأيتني أذهب عند أحد ما؟ أو زارني شخص أعرفُه؟ بدأ ينظر إلي، أخرج من جيبه ثلاثمائة درهم وقدمها لي، و قال: أفضل حل أراه يناسبك هو أن تعود إلى بلادك، وبعد أسبوع يمكنك العود ;صعدتُ نحو سدَّة المحل، بدأت أفكر، وأسبُّ أمه التي لم تكد تجد لنفسها وقتا آخر تموت فيه، غير هذا الوقت، حملتُ حقيبتي وخرجت، أغلقَ المحل ثم قال:
هيا أصحبك نحو المحطة أجبت:
لا، لا، يمكنك أن تذهب، لا حاجة لي بإزعاجك، سأستقلّ الحافلة
أطلق دراجته للريح وذهب، تاركا إياي واقفا أمام المحل وأنا أقول في لعاعة نفسي غريب أمر هذا العمل، أبناء القحبات ، أحمل قنينات الغاز دائما نحو شققهم، وأركِبُها، والآن، الآن لا أستطيع حتى أن أدق باب أي قواد منهم من أجل قضاء ليلة أو ليلتين أما فكرة العودة إلى البلاد فلم تكن مستقرة في خَلَدي، لقد أتيتُ للتو، بأي وجه سأعود إلى أمي؟ استمررت في تشجيع نفسي بعدم العودة مهما كلّف الأمر، لا يا موحماد، لا يجب عليك العودة، يجب أن تكون رجلا، أنت الآن في الخامسة عشر من عمرك، إلى متى ستستمر في إخفاء مؤخرتك وراء طاولة المحل؟ إلى متى ستستمر في الهرب من الواقع الذي يحيط بك؟
فكرتُ وشردتُ لوقت طويل ثم استيقظت فورا وقلت:
يجب أن أجد لنفسي حلا قبل أن يسقط الظلام، مدينة الصباح ليست كمدينة الظلام، ثم بغتة تذكرت زبونة لنا اسمها حنان، شابة في مقتبل العمر، إن كان أحد ما سيساعدني في هذه الحارة فلن يكون إلا هي، لم أُعلق عليها آمال كثيرة، ما تزال طالبة جامعية، تستأجر غرفتين في السطح مع بنات أخريات، كان لدي إحساس وأمل دقيقين بأنها لن تتخلى عني، ستساعدني حتما.
قصدتها فورا لألتقي بصديقاتها في الأدراج، قالت إحداهن وهي تضحك موحماد، إلى أين أنت ذاهب؟ أجبتُ: حنان موجودة؟ أريد أن اراها أجابت: موجودة، لكن احذر، الأعين التي رأتك تدخل يجب أن تراك تخرج، أنت مراقب هنا، إياك أن تتأخر عندها أجبتُها دون أن أتكلم:
تبا لك، آخر شيء أفكر فيه الآن هو المضاجعة دققت الباب على حنان لتخرج، صُدمت نوعا ما لرؤيتي أحسست أني ضيف غير مرحب به، إلا أنها لم تقمعني، أخبرتها قصة بؤسي وانقطاع الحبال بي، استمرّت بالنظر نحوي ثم قالت: قُد الطريق، اسبقني نحو ناصية الشارع، أراك بعد قليل في المكان الفلاني، أتت ثم دخلت إلى كشك الهاتف، لم أكن أعرف مع من كانت تتحدث، عندما خرجت قالت لي :
اسمعني جيدا، سآخذك عند سيدة أعرفها، يمكنك أن تقضي أسبوعك هناك، لكن إياك أن تفعل شيئا يُخل بعلاقتي معها، هذه السيدة ليست ككل السيدات، اعتبر نفسك تمثالا لا يفقه شيئا، عندما تكون تحت سقفها، فأنت شخص لا يرى، لا يسمع، ولا يحادث أحدا، وإن حدث وفعلت ما لا ينبغي لك فعله، فستلقى ما لا يعجبك، لو لم تكن عزيزا عندي لما ساعدتك، الآن دعنا نستقل الحافلة ...
عملتُ عنده ليومين فقط، اتصلوا به، أخبروه أن أمه قد ماتت، فقال لي:
موحماد، لقد أتيتَ لتوك، وقد ماتت أمي ويتوجبُ عليّ أن أغلق محل البقالة، يجب أن أذهب كي أحضر جنازتها، لا أستطيع أن أتركك في المحل لوحدك، هي مسؤولية لستَ أهلا لها، أتعرف مكانا تستطيع أن تلبث فيه أسبوعا على الأكثر قبل أن أرجع؟
قلتُ: لا، أنت تعرف هذا، أسبق لكَ أن رأيتني أذهب عند أحد ما؟ أو زارني شخص أعرفُه؟ بدأ ينظر إلي، أخرج من جيبه ثلاثمائة درهم وقدمها لي، و قال: أفضل حل أراه يناسبك هو أن تعود إلى بلادك، وبعد أسبوع يمكنك العود ;صعدتُ نحو سدَّة المحل، بدأت أفكر، وأسبُّ أمه التي لم تكد تجد لنفسها وقتا آخر تموت فيه، غير هذا الوقت، حملتُ حقيبتي وخرجت، أغلقَ المحل ثم قال:
هيا أصحبك نحو المحطة أجبت:
لا، لا، يمكنك أن تذهب، لا حاجة لي بإزعاجك، سأستقلّ الحافلة
أطلق دراجته للريح وذهب، تاركا إياي واقفا أمام المحل وأنا أقول في لعاعة نفسي غريب أمر هذا العمل، أبناء القحبات ، أحمل قنينات الغاز دائما نحو شققهم، وأركِبُها، والآن، الآن لا أستطيع حتى أن أدق باب أي قواد منهم من أجل قضاء ليلة أو ليلتين أما فكرة العودة إلى البلاد فلم تكن مستقرة في خَلَدي، لقد أتيتُ للتو، بأي وجه سأعود إلى أمي؟ استمررت في تشجيع نفسي بعدم العودة مهما كلّف الأمر، لا يا موحماد، لا يجب عليك العودة، يجب أن تكون رجلا، أنت الآن في الخامسة عشر من عمرك، إلى متى ستستمر في إخفاء مؤخرتك وراء طاولة المحل؟ إلى متى ستستمر في الهرب من الواقع الذي يحيط بك؟
فكرتُ وشردتُ لوقت طويل ثم استيقظت فورا وقلت:
يجب أن أجد لنفسي حلا قبل أن يسقط الظلام، مدينة الصباح ليست كمدينة الظلام، ثم بغتة تذكرت زبونة لنا اسمها حنان، شابة في مقتبل العمر، إن كان أحد ما سيساعدني في هذه الحارة فلن يكون إلا هي، لم أُعلق عليها آمال كثيرة، ما تزال طالبة جامعية، تستأجر غرفتين في السطح مع بنات أخريات، كان لدي إحساس وأمل دقيقين بأنها لن تتخلى عني، ستساعدني حتما.
قصدتها فورا لألتقي بصديقاتها في الأدراج، قالت إحداهن وهي تضحك موحماد، إلى أين أنت ذاهب؟ أجبتُ: حنان موجودة؟ أريد أن اراها أجابت: موجودة، لكن احذر، الأعين التي رأتك تدخل يجب أن تراك تخرج، أنت مراقب هنا، إياك أن تتأخر عندها أجبتُها دون أن أتكلم:
تبا لك، آخر شيء أفكر فيه الآن هو المضاجعة دققت الباب على حنان لتخرج، صُدمت نوعا ما لرؤيتي أحسست أني ضيف غير مرحب به، إلا أنها لم تقمعني، أخبرتها قصة بؤسي وانقطاع الحبال بي، استمرّت بالنظر نحوي ثم قالت: قُد الطريق، اسبقني نحو ناصية الشارع، أراك بعد قليل في المكان الفلاني، أتت ثم دخلت إلى كشك الهاتف، لم أكن أعرف مع من كانت تتحدث، عندما خرجت قالت لي :
اسمعني جيدا، سآخذك عند سيدة أعرفها، يمكنك أن تقضي أسبوعك هناك، لكن إياك أن تفعل شيئا يُخل بعلاقتي معها، هذه السيدة ليست ككل السيدات، اعتبر نفسك تمثالا لا يفقه شيئا، عندما تكون تحت سقفها، فأنت شخص لا يرى، لا يسمع، ولا يحادث أحدا، وإن حدث وفعلت ما لا ينبغي لك فعله، فستلقى ما لا يعجبك، لو لم تكن عزيزا عندي لما ساعدتك، الآن دعنا نستقل الحافلة ...
0 تعليقات
أكتب لتعليق