نفس سيناريو رأس السنة من العام الماضي.
سأحتفل برأس العام مع والدتي بالدوّار، في منزلنا الغير مكتمل الاصلاحات، وصوت نبّاح الكلاب الجائعة يصل لأذنك من بعيد. حيث هدوء الليل يساهم في ذلك...
وبما أن الجوّ بارد، بارد حدّ أن أصابعك تفقد الرغبة ببقائها ملتصقة بقدمك، سأوصيها بطهيّ الفول على نار جمر هادئة، وتخبزَ خبزتيّ شعير فوق نار الفرن الطيني الملتهبة، وإن أرادت أن تجعل بهرجة الاحتفال مكتملة وجميلة، فما عليها إلا أن تحضر برّاد شاي بالشيّبة القادمة من أحواض حقول "أرازان" البعيدة.
أنا وهي، وقناة ناشيونال جيوغرافيك ثالثنا، نتابع أخبار حيوانات الغابة الجميلة، وبما أنا الأسود أشرف من الحكّام العرب، تعفّف أسد جائع عن افتراس ابن وحيد قرن تخلّف عن القطيع. تغرفُ لي "البيصّارة" في جوف صحن مقعّر، وفوقها أصبّ زيت زيتون معّصرة تقليدية، وبلهفة أغمسُ الخبز بلذة، موهماً نفسي أني أشرب كأس ويسكي، وبجواري أمي متدثرة وسط بطّانية دافئة..أسكر من ضحكتها.. وأستمتع بالثرثرة معها حول أخبار الدوار. أخبار فاطمة العرجاء التي قيّل لي أنها ستتزوّج.. العطار وهل لازال يغشّ في الصابون البلدي.. الدجاجة " بوعنْك" ومكان بيضها لبيّضتها.. الديك الفاشل جنسيا وكيف ستتصرّف معه.. النعجة التي أنجبت توأمين ما أخبار أبنائها...
سنتحدث كثيراً وفي أمور كثيرة، وما إن تبلغُ الساعة الثانية عشرة ليلاً، سأشرب ما تبقى من "البيصارة" كمن يشرب كأس جعّة انجليزية، مبتدئاً السنة الجديدة، بطبع قبلة كبيرة فوق جبين السيدة الوالدة...
وفي الصباح، وحين سيسألني أيّ واحد، عن أين أمضيت ليلة رأس السنة؟ سأجيبه بفرح وابتهاج....
ــ مع مّـــا فالدار..
بكلافي hassan
0 تعليقات
أكتب لتعليق