*عشر.خطوات.لمواجهة.اليأس.والإحباط.tt*
يتعرض الإنسان في حياتهہ اليومية للكثير من المشكلات ومواقف الفشل أو عدم الوصول للنجاح المرغوب فيه ، بالإضافة إلى تعرضه لظروف أقل ما يمكن أن توصف بأنها سيئة أو محبطة ، وكأن باب الأمل بات مغلقًا ، وأن ما بُني في سنوات كثيرة قد يهدم في لحظات أو أيام قليلة !
💠 ولكن الرائي للواقع اليوم ينظر لما هو حاضر ولا يعلم ما هو آت ، ولا ما يخبئه القدر له من أحلام وآمال قد تكون أفضل من الواقع ، فعلينا التطلع للمستقبل بعين الأمل والتفاؤل بغد أفضل حتى لا نصل إلى مرحلة اليأس والقنوط من واقع مرير ( النظر للجانب المليء من الكأس) ، وعلينا أن نحاول رؤية عالمنا بأفضل مما هو عليه الآن ، فنرنو ببصرنا لإشراقة فجر جديد ، فجر تشرق فيه شمس التطور والتغيير ، والعدل والتسامح ، والنهضة والعمران ، والأمل في الله بتغيير الحال.
🔅إن مشاعر الإحباط للفرد تأتي من عدم النجاح والفشل المتكرر في مواقف متعددة أو متتالية ، وعدم القدرة على فعل ما يريد ، كأن يبحث عن عمل ولا يجد ما يناسبه لعدة محاولات متتالية ، أو يحبط نتيجة عدم التوصل لحلول للمشكلات التي يواجهها هو أو مجتمعه ، وليس الفرد فقط من يقع بالإحباط واليأس ، بل أحيانًا شعوب بأكملها تصل لحالة الإحباط.. فخروجها من مأزق ودخولها في مأزق آخر يتسبب في توليد مشاعر الإحباط واللاأمل..
👍 ولكن الفشل وعدم تحقق الأهداف يفترض به أن يعلّم الإنسان مواقف جديدة للنجاح والتقدم نحو الأمام وتجاوز الواقع ، فلا يرتكب الأخطاء نفسها ، ولا يدع الزمان يكرر نفسه ، بل يبحث عن حلول جديدة تعينه في واقع حياته ، وفي تحسين ظروف مجتمعه..
💦 فالناجح يرى من كل عقبة فرصة للتعلم والتقدم والنجاح ، والمهزوم يرى من كل فرصة نجاح عقبة وإحباط ! لكي تقف من جديد بعد موقف تعثر وألم ، وتخفف من آلامك وأحزانك ومشاعر الإحباط لديك ؛ ننصحك بما يلي :
1⃣ لا تنتظر الرحمة والعطف من الآخرين وتقديم العون لك ؛ لأن هذا العون قد يأتي وقد لا يأتي ، وهذا ينطبق على الشعوب كما ينطبق على الأفراد.. فلا أحد يشعر بما تشعر به من مشاعر ، ولا أحد يستطيع أن يضع نفسه بالكامل في مكانك ! فأنت المسؤول الأول والأخير عن نفسك ، وعن نجاحك وفشلك ، فالتغيير يبدأ من داخلك ، والمعاناة قد تكون من ضرورات التغيير أحيانًا !
2⃣ عليك بالجد والتعب والإصرار لتقف على أرض خصبة من جديد ، فابحث عن حلول للمشكلات ، ولا تقف عاجزًا مهزومًا أمام ما يصيبك، فادرس المشكلة من جميع جوانبها لتخرج بحلول إبداعية جديدة.
3⃣ تذكر أنه قد يشاركك الآخرون في فرحتك بنجاحك وقد لا يهتمون بذلك ! فإن شاركوك فاسعد بذلك ، وإن حاربوك فتجاوز الوضع وكأن شيئًا لم يكن، وإلا فإنك ستعود لدوامة الإحباط والفشل من جديد !
4⃣ حينما تشعر بالإحباط تحدث مع من تحب ، ومن يحب لك الخير ومن يدفعك للأمام ، فلا تجلس مع المحبطين والمهبطين للعزائم والمدمرين الذين لا يرجون لك الخير ، حتى إن كنت تحسبهم من أعز أصدقائك أو أقربائك !
5⃣ لا تحاول الوقوف على كل كلمة جارحة أو موقف مؤلم.. وتجنب متابعة الأخبار المؤلمة والمحبطة (على القنوات الفضائية أو بالإنترنت) بشكل يومي إن كانت تسبب لك الإحباط ، لأن بعض القنوات تتعمد إيصالك لتلك المرحلة من اليأس.
6⃣ حينما تمر على ذاكرتك مواقف الإحباط والألم والتي ستثير الانفعالات السلبية لديك ، فحاول تغيير مجرى تفكيرك وذكرياتك.. فابحث عن ذكريات وأفكار سعيدة ومفيدة ، بدلًا من إغراق نفسك في دوامة الإحباط المدمرة لوضعك النفسي والصحي ، وغيّر مكانك الذي تجلس به ، ومارس أنشطة وهوايات تحبها.
7⃣ اعلم دومًا أن الإنسان الناجح (والناجح فقط) هو من يتعرض للنقد والمحاربة ومحاولات الإحباط والتدمير.. فالبعض لا يحب أن يرى الآخرين بحال أفضل منه ، أو يرى نجاحه بفشل الآخرين ! فيعمل على محاربتهم ، وتقويض نجاحاتهم بشتى الطرق!
وما أكثر هؤلاء في زماننا ! فلا تساعد أعداءك على تدمير ذاتك وتحقيق مخططهم ، فتكون عدو نفسك ، وتدمر إنجازاتك ونجاحاتك بنفسك وبأفكارك السلبية عن ذاتك وقدراتك ! فركز على مصادر قوتك لا مصادر ضعفك.
8⃣ عند الشعور بالإحباط والفشل جدد أهدافك وضع لنفسك خطة جديدة لتنفيذها وحاول التمسك بها ومتابعة تحقيق ما أمكنك منها ، وعزز نفسك في حال نجاحك بتحقيق أحلامك وأهدافك.. فدائما خط بأناملك خطة جديدة تمحو بها إساءات الماضي.
9⃣ تذكر أن الأنبياء والعظماء والعلماء تعرضوا للكثير من مواقف الإحباط والفشل ، ولكنهم لم ييأسوا من رحمة الله تعالى ومن إمكاناتهم {إِنَّهُ لَا يَيْأَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ} [يوسف:87]، فالأنبياء استمروا في طريق الدعوة بكل ما أوتوا من قوة لإيصال الرسالة التي كلفوا بها ، ولولا قوة عزمهم لضاقت بهم الأرض بما رحبت ولتوقفت دعوتهم منذ اللحظات الأولى في مسيرتهم ، فليس لك أسوة خير من أنبياء الله تعالى في صبرهم وتحملهم الأذى ومواجهة مواقف الفشل والإحباط وكيفية تجاوزها ، فتأمل قصة نوح عليه السلام مع قومه الذين لبث فيهم ألف سنة إلا خمسين عاما يدعوهم ويذكرهم بالله ، وما آمن معه إلا قليل ! وتذكر قصص سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم مع قريش وعداءهم له وإيذاءه وإخراجه من بلدته ، وتذكر قصة موسى عليه السلام مع بني إسرائيل ، وقصة يوسف عليه السلام مع إخوته ، وصالح عليه السلام مع قومه... لتأخذ العبرة وقوة التحمل.
🔟 إن اجتاحتك مشاعر الإحباط فعليك بالتضرع لله عز وجل بالدعاء وقراءة القرآن الكريم والصلاة ، فإنك حتما ستجد بها ما يسليك ويخفف عنك ويعينك على الخروج من واقعك المؤلم ويوصلك لحياة أفضل وأفكار أجمل ، فلا يملك تغيير الحال إلا رب الكون ومدبر الشؤون والأحوال. ولكن إياك والاعتراض على قدر الله تعالى وما كتب لك ، لأنك لا تعلم المستقبل ، ولا تعلم أين سيكون الخير ، فقد يكون الواقع في ظاهره العذاب ولكن في باطنه الرحمة ، فلا يعلم الغيب إلا الله تعالى.
🔅فتذكر مثلا عندما تعرض رسول الله صلى الله عليه وسلم لموقف أليم محبط عند دعوته أهل الطائف حيث صدوه وآذوه وأخرجوا فتيانهم وصبيانهم ليرموا عليه الحجارة حتى أدموا قدميه الشريفتين ، فجلس على إثرها ملتجئا لله تعالى بالدعاء والمناجاة ، ففي قمة موقف الشدة والابتلاء تخرج كلمات التوكل على الله تعالى وطلب الرحمة منه ، فتنزل على قلبه الطمأنينة وراحة النفس ، ثم يبشره جبريل عليه السلام برضا الله تعالى ، بل وباصطحابه في رحلة عليا مميزة فريدة.. رحلة الإسراء والمعراج لرؤية السموات السبع، ورؤية الجنة والنار ، والدخول في عالم الغيبيات الإلهية بتقدير الله تعالى ورحمته ، فلا رحمة أعظم من رحمة الله تعالى.
🌸 وأخيرًا ، اعلم أن بقاء الحال من المحال ، فما تعيشهہ من إحباط وألم لن يدوم ، وكلما ازداد الكرب والألم والضيق اقترب الفرج ، قال الله تعالى : {حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا جَاءَهُمْ نَصْرُنَا فَنُجِّيَ مَن نَّشَاءُ وَلَا يُرَدُّ بَأْسُنَا عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ} [يوسف: 110]..
👍 فعليك بالإصرار والعزيمة على النجاح والتغيير والوصول للمبتغى، فنقطة الماء كفيلة بأن تثقب الصخر إن قُرنت بالمداومة!
0 تعليقات
أكتب لتعليق