قال لي والدمع في عينيه :
لقد أحببتها بجنون إبنة الكلبة، أحببتها بكل ما في الحب من صفات، ثم ماذا بعد..؟؟ لملمت أغراضها وغادرت وكأن شيء لم يحصل بيننا، رحلت بسهولة، وكأنها لعبة شطرنج، لم يكن فيها الخاسر إلا أنا...
ملوحا بسيجارة تمسكها أنامله، يدخن في حسرة غامرة، يتتبع الدخان بعينيه في الهواء كأنه سيمسك به، يخاله حلمه، حلمه الذي تبخر في الهواء فجأة، أيكون الحب حلم..؟؟ وكأنه يستشعر سؤالي دون أن اسأله حتى، أردف يقول : كان حبها حلم، حلم نشأ بيننا على صفحات المودة والغرام، لم ندع شيئا لصدفة، ولم نترك أي تسرب لعواطف خارجية، هذا ما اعتقدته للأسف، كم كنت مغفلا، تواعدنا في كل مرة، حتى بنينا سورا من وعود، وتعانقنا في كل مرة، ومارسنا الجنس بشهوة حارة، تزاوجت أرواحنا في السماء قبل الأرض، وصارت طيف لا أقوى على فراقه..
كنت اجعلها ترفع السماعة كل لحظة لأهاتفها، اتصل بها كل ما سنحت لي الضرورة، في الليل لآ أنام إلا على صوتها، واصحوا عليه في ساعات الصباح الأولى، ضننتها رفيقة الدرب، وأنها حاملة الأنثى آلتي تمنيناها معا وجهزنا لها اسما مسبقا، ضننت برفقتها الكثير وتناسيت أن الضن آثم..
حين يرحل من احببناهم يوما، لا يسعنا إلا أن نبيدهم من أفئدتنا، ندفنهم في ركام الذكريات بلا صلاة، نضمد الجروح ونلملمها، ونجعل من نقطة رحيلهم وداع وحياة جديدة، سألتني أمي ذات مرة بشأنها بحكم أنني كنت أخبرها بكل التفاصيل آلتي تدور بيننا، سألتني متى أنوي خطبتها، لم أقوى على الإجابة حينها، وقد قالت لي أمي وهي تضمني إلى صدرها، يا الاهي ..؟؟ لقد كسرت قلبك، لم أكن راضيا بشأن الهزيمة، لم يتحمل كبريائي أن أكون خاسرا في نظرها، فأجبتها بكل انكسار وحزن، لقد ماتت يا أمي.. لقد ماتت.. والحق يقال، لقد ماتت في نظري..
فليرحم الله روحها في قلبي...
0 تعليقات
أكتب لتعليق