الفرق بين الرواية الأدبية والرواية التجارية

الفرق بين الرواية الأدبية والرواية التجارية. الأدبية تركز على الشخصيات . أما الرواية التجارية فتركز على الحدث. على الحبكة والتشويق . طبعا هناك حدود تماس وقد تكون الرواية الأدبية أيضا فيها شيء من الذكاء في صناعة الحبكة وتوالي الأحداث. لكن في الغالب الرواية الأدبية مملة لذلك ربما من الذكاء المزج بين النوعين. رواية لديها رؤية و تحليل للشخصيات وفي نفس الوقت تخلق حبكة مشوقة. 

فالقارئ لا يريد أن يقرأ رواية مملة محشوة بالعوامل الداخلية للشخصيات. لذلك من الأفضل عدم الإغراق في وصف العوالم الداخلية. فقرة على الأكثر بين لحظة وأخرى.

أمنيتي أن أكتب رواية تاريخية خاصة في حقبة الوجود البرتغالي في المغرب. لكن المشكلة أني لا أجد مراجع تاريخية عن المعيش اليومي في ذلك العصر وعن وصف المكان.. ماذا كان يلبس الناس أو ماذا يأكلون .. نوع الخضر والأشجار إلخ.. في حين أن المؤرخين المغاربة ركزوا أكثر على الوقائع السياسية وأخبار السلاطين.

الكتابة التاريخية صعبة جدا لأنها تحتاج إلى بحث طويل. ربما يلزم ثلاث سنوات من التحضير لكتابة رواية تاريخية.

الأسهل أن أكتب عن المتشردين. لدي أمنية كتابة رواية بطلها متشرد. أحتاج إلى أن أجد فكرة تغري بالكتابة. من هو هذا المتشرد ماهو تاريخه.. ما رؤيته للعالم.. ماذا يريد.. ما علاقته بالآخرين..

أنا مقتنع بأن موضوع الرواية ليس هو الفيصل وإنما الصياغة الدرامية. أحيانا تكون رواية تتطرق لموضوع قوي لكن أسلوب السرد ومنطق توالي الأحداث يقتل الرواية.

لا أريد أن أكتب مثل العرب، لا أريد الواقعية الفوتوغرافية ولا اللغة المستغانمية الأنثوية ولا الكتابة السياسية. بل أريد أن أكتب رواية يستمتع بها القارئ ولا يندم لأنه صرف عليها عشرة دولارات. 

القارئ يريد أن يستمتع بتجربة غير عادية. قراءة رواية تشبه مشاهدة فيلم. .. فيلم مثل انسيبشن يخلق متعة للمشاهد وفي نفس الوقت يعالج موضوعا غير عادي.

من السهل أن تكتب رواية مملة ورديئة وتظن أن حشوها بأفكار فلسفية مستعارة قد يجعلها ذات قيمة. القارئ يريد أن يستمتع. يريد أن يقرأ ما يهمه لا ما يهمك أنت.