الفلسفية العبثية و العدمية : إن الإنسان كائن متأخر جدًا على سلم التطور

من الخواطر الفلسفية شديدة العبثية و العدمية اللي بتراود راسي كتير هي إن الإنسان كائن متأخر جدًا على سلم التطور ، أو على أقل تقدير هو بطئ جدًا في تطوره.. و من رأيي ده بيرجع لأسباب كتير أهمها إن الإنسان مُقسَم و مُشتت لأنواع و شعوب و جنسيات و لغات و أديان و عملات و ثقافات متصارعة.....
من المبادئ المعروفة في الحروب، مبدأ (فَرِق تَسُد) الشهير و المُستخدم بقوة في تحقيق خارطة الشرق الأوسط الجديد، اللي هدفها تقسيم كل دول الشرق الاوسط الكبيرة لدويلات أصغر على اساس الاختلاف...الاختلاف من اي نوع...دولة بتضم مسلمين و مسيحين تتقسم لدولتين كل طرف له جزء منها...ولو دولة كلها مسلمين يبقى يتقسموا لسنة و شيعة زي الدولة اللي قبلها .....و مش بس كده، لأ ... دي الدول المتفقة نفسها هتختلف ، حيث هتتكون دولة المسلمين فيه منها المسلمين المصريين ، و المسلمين السوريين و هكذا الخ.......
و ده اللي يودينا لتخيُل مهم جدًا و هو أساس مشكلة تأخر الإنسان : " ماذا لو إن العالم دولة واحدة ... جنسية واحدة ....لغة واحدة ... دين واحد...ثقافة واحدة...عملة واحدة..... ايه مقدار الإنجاز اللي ممكن الإنسان ينجزه؟".. ماذا لو إن كل العراقيل اللي بتعطل المسيرة الإنسانية زي التنافسية و الغيرة و الدفاع و الهجوم و البحث العسكري اختفت تمامًا..أي جنة؟..... لكن بيقف على باب الحلم ده الواقع بيعترض ع الحلم ده من باب إنه مين هيكون صاحب الثقافة و اللغة و الدين و العملة المسيطرين؟... و ليه كل الأخرين هيقبلوا على كل ما يمت لشعوبهم بصلة أنه ينقرض ؟ ... هل من الممكن مثلًا إن الإنسان يستوعب ده، و نقدر نعمل دستور عالمي يضمن لنا كلنا نكون متفقي الجنسية فعلًا مش شعارات ، مع حرية الدين مثلًا ، و تشكيل ثقافية عالمية تضم صفوة كل الثقافات و الحضارات؟...
من الامور المهمة في التخيل ده إنه يتم من غير حروب ...يعني مثلا لو (هتلر) كان قُدِر له يحتل العالم كله و يرفع عليه علم النازي برده مش هيكون ده التطبيق العملي لفكرتي...لأن هيفضل فيه مقاومة في كل البلدان و مصاريف و جهد كبير ضايع في صراعات بين المقاومة و الاحتلال و الابحاث العسكرية و محاولة نشر ثقافة واحدة بس بكل مسالبها و نقصها و ضيق وجهة نظرها الفردية...
الطريق للوِحدة دي ما اعتقدش إنه من الممكن تحقيقه غير بحرب فكرية ، تنازلات انسانية عن الغرور و التعصب العرقي .. تحقيق المغزى الحقيقي من جملة (كلنا انسان) ... كلنا ولاد نفس الراجل و الست في الآخر فا ليه كل ده؟....احيانًا لما بفكر في ده بحس إن (دوستيوفسكي) ده بالظبط كان يقصدنا كبشر ضيقي الافق لما كتب (لاخوة كارامازوف)... إحنا الاخوة كارامازوف ... إحنا الإخوة الأعداء.