الفشل والنجاح حالتان تعكسان فقط درجة توازن الفرد بين ارادته في الحياة وما يعاكسها من اكراهات وارهاصات موضوعية، حالتان يعيشهما الناجح والفاشل بشتى المعايير سواأ كانت نابعة من نزعة استهلاكية جشعة او نابعة من نزعة الانسان في تحقيق المثل العليا، الاهم من كل ذلك هو درجة استماتة الإنسان لبلوغ اوهام حيوية غرضها الدفين فقط هو استمرار الحياة في ذاتها اذ يبقى الكائن مجرد وعاء لارتدادات علاقته بالوجود في شموليته، حسب اعتقادي كي تكون حيا لابد من ضريبة للوجود سواء حققت نجاحا ضيقا في مجال وجادت عليك الحياة بهداياها الملغومة من متع زائلة،او جارت عليك بجانبها القاسي والمظلم وتجرعت من كؤوس المها ما يجعلك تحس بالغبن والشؤم لقاء الاحساس بالعجز والهجر والوحدة، كلها ميكانيزمات تؤشر عن خطاطات يكون لنا فيهاةنصيب من المسؤولية من خلال انفعالاتنا، اختياراتنا وقراراتنا الناتجة عن درجة ادراكنا للامور،لن اسهب وساجيز ان الإنسان مهما مر من دروب تجارب الحياة مرها وحلوها فمصيره هو الفناء في اآخر المطاف، يبقى فقط ذلك الجانب المضيء فينا كالشمعة المحترقة والتي تخترق اشعتها الضوئية عتمة السواد الذي يسود على الوجود، لا يهم ان كنا ناجحين او فاشلين بمعيار القيمة بل كل ما يهم اننا تجاوزنا الالم واللذة وصرنا اكثر تناغما مع عبت الوجود بكل شجاعة واقبال المحارب حيث يستهين بالموت وبالحياة نفسها هاجسه الوحيد يبقى في المزيد من التقدم وكسب المعركة وليس الاستسلام لاغير هكذا تريدنا الحياة، المتمردون والحالات الشادة الخارجة عن المعهود هم من يؤسس للمستقبل ولو طرحهم مزاج الحاضر المؤسس على التبات الطفولي على نزوعات ارتكاسية لاغير، يكفي ان تسجل عبورك من كل دروب الحياة عدا ان يكون عبورا متميزا ببصمتك وبمنطقك الخاص وابتسم بسخرية للعبت وللغباء واستمتع بالاكتشاف واعلم ان لا شيء يستحق الندم ولا الافتخار سواء بسواء لاننا في اآخر المطاف لعب للحياة نسير في خطاطاتها مرغمين لأننا جزء لايتجزا منها ومجرد حدث عابر افرزته سخرية الأقدار، وهامشنا الوحيد في الفعل هو بصمة ارادتنا واختيار سبيل يلهمنا اياه ادراكنا، فلا شيء يستحق التضحية سوى التجربة خضها وبكل اقبال ودون تحسر فهناك من سيراك ناجحا ومن سيرى فيك كل النجاح وفي الحقيقة انت مجرد كائن حي يحاول اختصار الطرق في متاهات الوجود الى وهم الحياة الجيد حسب تقييمك الخاص وهكذا يعيش كل كائن يحمل على عاتقه ضريبة الادراك وهاجس الانفصال.
0 تعليقات
أكتب لتعليق