خلال بحثي عن تاريخ حي بورنازيل في كازا ، أصبت بالإحباط ، وكرهت كلمة استقلال وحزب الاستقلال .
في الحرب العالمية الثانية نزلت القوات الأمريكية في كازا ، وكانت تجري مناوراتها العسكرية في المنطقة التي يوجد بها حاليا بورنازيل وعين البرجة . في تلك الفترة بدأ الفرنسيون في بناء فيلات صغيرة حول قشلة بورنازيل ، بعضها مخصص للبوليس ، ثم في بداية الخمسينيات ثم إنشاء العمارات الحالية مع مساحة خضراء مزروعة بالكاليبتوس والعرعر و الكاوتشوك، بالإضافة إلى فضاء ألعاب للأطفال . سكن فيها الموظفون والعمال الفرنسيون و الضباط الأمريكيون الذين يعملون في القاعدة العسكرية الأمريكة بالنواصر التي ستتحول في الستينيات إلى مطار محمد الخامس .
وكان في الحي أيضا روس و سوريون و تونسيون وإسبان وقليل من المغربيات المتزوجات من أجانب .
هناك عمارة مازالت موجودة إلى الآن اسمها كريمري ، كانت تسمى عمارة الأمريكان ، محاطة دائما بسيارات كاديلاك والشيفرولي . وقربها كانت توجد كنيسة وظلت موجودة حتى السبعينيات .
في الحي كانت توجد عيادة واحدة وكان الطبيب روسيا متزوجا باسبانية ، وكانت هناك قابلة فرنسية اسمها مدام ليون .
في الحي كان مارشي صغير ومارشي كبير ، إضافة إلى حانة وسينما وبيسري لبيع الخمر . ومدرسة ابتدائية اسمها مدرسة بورنازيل ستصبح فيما بعد مدرسة بلال ، و معهدا تقنيا سيصبح فيما بعد إعدادية الرشيد .
كان يباع الخمر ولم تكن هناك جريمة ، كان الناس يشربون بالقياس ، يشربون لخلق السعادة وليس لشيء آخر .
في الستينيات بدأ الأجانب في الرحيل وجاء المغاربة ، وبدأت رحلة موت حي بورنازيل الراقي ، اختفت النظافة واختفت أغلب الأشجار ، اختفت الفيلات ، اختفت الكنيسة واختفى المعهد التقني . اختفت الحانة والسينما ، وتم بناء عمارات في المساحات الفارغة جعلت حي بورنازيل يفقد جمالية تصميمه الأصلي .
والأدهى هو تغير اسم الحي من بورنازيل إلى حي مولاي رشيد 2 ، أصبح الحي زبالة ، مرتعا للإجرام والدعارة والأزبال .
ألا لعنة الله على الاستقلال وحزب الاستقلال .
0 تعليقات
أكتب لتعليق