(أخربيش)
تراث ثقافي ،شعبي من الذاكرة وخصوصا ايام البرد في فصل الشتاء. كثيرة هي اﻷماكن التي تركت آثارا في نفوسنا وأذهاننا،عندما كنا صغارا،لأنها تذكرنا بمرحلة من حياتنا وتؤرخ لنا ذكريات جميلة لن ننساها.إنه (أخربيش) او (دار المرجل نتمزكيدا) ذلك المكان المظلم اﻷسود بفحم النار ويعتبر أيضا الملجأ الوحيد ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺴﺎﺭﻉ ﺍﻟﻴﻪ ﺍﺑﻨﺎﺀ ﺍﻟﺪﻭﺍﺭ ﻛﻠﻤﺎ ﺍﺷﺘﺪت ﻋﻠﻴﻬﻢ ظروف الطقس الباردة التي تلحف أجسامهم الضعيفة للسمر وتبادل اطراف الحديت. ﻟﻪ عادات وطقوس متجدرة ﻓﻼﺑﺪ ﻟﻜﻞ فرد ﺍﻥ ﻳﺤﻀﺮ ﺟﺰﺀﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﻄﺐ لإﺷﻌﺎﻝ النار وزد على ذلك أن (أخربيش) ليس مجرد مكان عادي،بل إنه رمز للتآزر والتآلف وأنا شخصيا أعتبره بمثابة نادي للشباب او مجلس شورى للكبار إن صح التعبير لدوره في جمع افراد الدوار في نوع من الود و بلا فوارق طبقية. اذ نجده داخل كل مسجد ويكون مخصصا لتسخين مياه الوضوء ،حيث يتكون من إناء كبير يكون مشدودا بسلسلة حديدية نسميه (أناس لوضو) أو (تافضنا)كما يسميه البعض .
لﻷسف اليوم ،نرى أن هذا التراث الذي خلفه لنا أجدادنا أهملناه ولم نحافظ عليه لكي ننقله للأجيال الصاعدة اليوم المساجد تبنى للتفاخر بالجبص والثريات و مكبر الصوت لكن لن تجد من يصلي و لا طلبة (إمحضارن) ولا (تفلونت ن الطالب) وبعض المساجد شبه مهجورة حتى الفقيه لا ياتى إلا لصلاة العصر والمغرب أحيانا. لم يعد المسجد مكانا اجتماعيا قبل ان يكون دينيا. انه تغيير في العادات القيم الجميلة التى نفتقدها رويدا رويدا. و تهنا في عالم "العصرنة" الذي يجرنا الى العزلة و الانغلاق على دواتنا والجري وراء وهم الحداثة والتقدم الدي يجرنا نحو المجهول..
#عدي_الراضي.
0 تعليقات
أكتب لتعليق