إذا كانت مدّرجات ملعب محمد الخامس تكتّسي باللونين الأحمر والأخضر؛ فجرٍادة، وفي نفس التوقيت بالضبط، كانت تلبس الابيض حداداً على شُـهداء اللقمة (السّندريات).. كانت تتزّين بثوب الحِدّاد في مسيرة الوفاء للشهداء..
وفاللحظة لي كنت إنت أحميدة تنفعلُ مع لاعب لا يبالي، ولا يسّمع، وغير مهتم بصرّاخك عليه بـ " سِير..سِير" في مشهد مسرحي عَبيط. كانت هناك أمهات تنتحب فراق فلذات أكبادها في غفلة من غزرائيل حـتى..
كان هناك طفل يجملُ صورة والده يبكي غيّابه الأبدي ويُتمهُ المُتعمّد والمُبكر..
كانت هناك أرامل وحيدات في وجه عوّادي الزمن..
كان هناك أبّ مكلّـوم في ابنه الميّت جراء جشع البعض..
كانت هناك دموع تحملها الرياح للسماء لتُشهدَ الله على ما سببه جُور اللصّوص للكثيرين..
كانت هناك أصوّات تنادي بقطعة رغيفٍ كريمة..
ولأذكرك يـا "حمّيدة" بشيء مهم أظنك غافلاً عليه.. أن الفرق بين الإنسانية و "تاحمّاريت" يتجسد في هتافك للاعب من خلف شاشة عِملاقة ..
وأن تكون إنسان؛ أن تنهقَ بعنفٍ في وجه من يسبب لك الأذيّـة..
0 تعليقات
أكتب لتعليق