أود أن أدلـي بدلوي في قضية إقصاء مادة الفلسفة وتعويضها بمادة التربية ألا إسلامية، بكل صراحة لم يكن هذا القرار بالأمر الغريب ولا بالعجيب، لطالما تخبط التعليم الفاشل في مطبات الفشل سنوات خلت، لطالما كان التعليم كحمارة مسرجة يتم قيادتها وفق حاجة آل يعقوب، وحتى الماسكين بزمام التعليم في المغرب ما هم إلا زمرة لا علاقة لهم بالتعليم لا من قريب ولا من بعيد، لا يصلحون إلا أن يكونوا غوانـي يحركون اردافهم في الحفلات الوضعية يتبارزون بمؤخراتهم الوسخة عسى أن تعلق لهم الأيادي العشرين درهما البائسة ..
علينا أن نعترف أن التعليم في المغرب يحتضر منذ سنوات خلت، وقد أوشك أن يلج غرفة الأموات، لأنه ببساطة الدولة لا تريد مواطن متعلم، لآ تريد علماء مغاربة يفهمون الفلسفة والكيمياء والفيزياء، وحتى هؤلاء النخبة الأساتذة منهم فمعلوماتهم محدودة جدا، فالمتعلم الطالب لآ يتلقى القدر الكافي من المعلومات، هناك تقنين للعلوم في المدارس والكليات بالمغرب، فلا تعميق في فهم الفلسفة ومتى اصطدمت بالدين فإنها تصبح ممنوع محرم، لا فهم متكامل في الكيمياء، لآ تجارب علمية في أعلى مستوى، لآ اختراعات، لآ بأس بالاختراعات المكررة، المحدودة جدا، أن يفكر أحدهم في اختراع طائرة أو سيارة فتلك لعنة ستلاحقه حتى يلفظ أنفاسه، وإن ضله إبليس واخترعها فعلا فتلك مصيبة قد حلت عليه وستنال أسرته جزاء اللعنة منها بلا شك..
الحقيقة آلتي علينا مواجهتها بجرأة هي أن الدولة تريد قطيع تلقن لهم ما يتماشى مع مصالحها ومصالح الراعي، الدولة تريد ملقنين وببغاوات يرددن دوما نفس الاسطوانة حيث لآ إبداع ولا تمكن في العلوم، الملك وحاشيته يخيطون التعليم طبـق مقاسهم، التعليم بالنسبة لهم كحذاء يجب أن يوازي قياس أرجلهم، فمتى كان الحذاء على شاكلة مبتغاهم خنع، ومتى زاد مقاسه تمرد ورفض مواصلة الطريق مسببا لهم فوضى عارمة..
أبناء القصر تلقوا العلم خارج المغرب، وحتى في المغرب فإن القصر يستدعي كفاءات خاصة لهم بكل أنواع الاختصاصات، بحيث لآ ازدحام في براتيش المدارس صحبة أبناء الشعب، وكذلك المسؤولين في البلد يرسلون أبنائهم خارج المغرب، وفي هذا المسمى المغرب، يخلد أبناء الشعب، حيث يتزاحمون كل صباح في البرد القارس مع بعضهم البعض كقطيع النعاج، منهم من تهضم رجلاه الضعفيفتان أرقام الكيلومترات، ولحظة وصولهم يتفرسون في أوجه المدرسين الملعونة الكئيبة، والعصى ممدة فوق الطاولة تحن إلى يد بريئة تنكحها، ونشيد وطني مزيف يصمك آذانهم، وعلم أحمر سيدركون من خلاله ذات يوم، أنه عجز حتى أن يغطي سوءاتهم..وحتى المدرسين لن يلقنوا لهم إلا ما لقنوا، هناك نسخ للأجيال، تكرار للأفكار، لا جديد ولا إبداع على الإطلاق يذكر...
التربية ألا إسلامية في المغرب مجرد انتحال للحق، مجرد قميص يقص منه ما يستر ويخفي عيوبهم، وذلك الذي يصلي وراء الإمام هو من نهب الوطن، فلا يخدعنكم بصلاته ولا بقيامه، والأمم ما نجحت إلا بالعلم، والدين لطالما كان محط صراعات، الدين لرب والعلوم للبشرية.. وهذا الوطن لصاحب القصر يفتي فيه كما يشاء فاللعنة على هكذا وطن..@
Said
0 تعليقات
أكتب لتعليق