رحل محسن كما رحلت مي فتيحة ومئات الشهداء قبلها.. رحلوا إلى دار البقاء.. حيث لادولة ولا ذل ولا قهر.. رحلوا فوارت جسمانهم التراب ولا أحد تكلم أو نطق.. أن يقتلك الوطن شر قتلة وأن تغتصبك الدولة شر غصبة.. بعد أن تسقيك من كؤوس الذل والقهر لطول سنوات وسنوات..
محسن لم يمت بدعاية أن الشاحنة دعسته بل مات بسبب أحاسيس الحكرة والذل التي بات يتجرع كؤوسها يوما بعد يوم..
محسن لم يكن مجرما ولا مغتصبا ولا سارقا بل كان فقط باحثا عن لقمة عيش تجعل جسده حيا بعد أن قتل الوطن كرامته منذ سنين..
هذه قصة محسن الذي دعست شاحنة القمامة جسده بعد أن ألقى عون السلطة سلعته في حاوية أزبالها.. فأبت نفسه إلا أن تنتقم من كرامته المغتصبة شر انتقام..
والمخزني يشاهد الوضع بدماء باردة ممسكا سيجارته الرذيئة ناطق بجملته "طحن مو" غير مبال ولا مهتم لأنه عرف أن لاأحد سيحاسبه ولاأحد سيتكلم في بلد تساوت فيه هتك التروات مع هتك الأعراض لااختلاف بينهما لأن المنفد واحد..
مات محسن فمن ياترى سيتأتر لكرامته التي لطخت بدماء الغطرسة والذل ؟ تدهسنا أحذية السلطة كل يوم فنحني رؤوسنا في خجل لأننا ولدنا منزوعي الكرامة إزاء السلطة فبتنا كقطيع خرفان لارأي لهم ولا قرار..
سقينا من كؤوس النذالة والذل حد الثمالة فاستغلوا الفرصة وزرعوا في أفئدتنا أن العزة والكرامة جرم وخيانة..
لاتنسوا محسن ولا تنسوا مي فتيحة فكلهم شهداء هذا الوطن التعيس.. ولا ينسى البعض منكم الإستيقاظ من بحر قهره فقد ماعاد الصبر يحتمل الكيان..
_____
فلترقد روحك بسلام يامحسن
0 تعليقات
أكتب لتعليق