من يتحكم في صناعة الرأي العام فى المغرب ؟

الأحدث

6/recent/ticker-posts

من يتحكم في صناعة الرأي العام فى المغرب ؟












كاينة واحد العلاقة اضطّرادية بين البِناء الفوقي والبِناء التحّـتي في الدوّل ذات النظام الاستبدادي، والناس لي مهتمّين شوية بالمذهب الماركسي وتحليلاته للبُنى الاجتماعية، غيعرفوا مزيان جدّلية ثقافة النُخبة الحاكمة بمؤسساتها وعموم رِّعاع المُجتمع، وطبيعياً، كل الأمراض، والتعفُنات، وبؤر الثّقيح.. والأوّررم المُستشرية في عموم أبناء الكُدّح والجِياع، تحصيل حاصل لبِنية فوقية فاسدة، مريضة، مُتعفنة، سلطوية...
استحضار هاذ المقدمة السّـريعة والبسيطة، دون خوض مُمل أو تفصيل دقيق، كان بمناسبة الفيديو ديّـال ذاك الشاب الجانح وهو يُحاول اغتصاب شابة بالقوة، وزميله، الذي ربما كان ينتظر دوّره حينما يُنهي هو، يوثق للهجوم بكاميرا هاتف ذكي، كأني بهما يُريدان المشاركة به في مسابقة لنزّع السراويل بالقوة والغصب.. صحيح أن ذاك الفعل منبوذ وهمّجي ويستحق مقترفه العقاب، ويجب رد الاعتبار، النفسي على الأقل، لتلك الفتاة المُتوسلة بالصرّاخ والعويل، لكن، حتى قتل الشاب وطهي في مِقلاة بزيت لوسرا، لن يوقف تكرّر ظهور نماذج مثله بين ظهرانينا بين الفينة والأخرى.. لن يُعالج المشكل من بؤرته، ولن يضع حداً، اعدامه حتى، لنَزوعات عدوانية من طرف شباب أُغلقت في وجوههم منافذ الحياة.. 
هو ليس دفاعاً عن سلوكه، ولكن كل مرة يصعد لنا، فيديو لشاب يحاول اغتصاب فتاة في جوف حافلة، أو بوسط، طريق عام، أو تحت قنطرة.. نطلقوا تلك اللازمة المشهورة:
ـ "خصهم الاعدام.. لو كان غا مسحو بّاه فبّابِي جينيگ.. القذق السريع يلّد لنا مثل هذه التشّوهات... وزيد، وزيد.. وكل نفر يحاول اختيار عقابٍ مناسب له، يتماشى مع رغباته وأهوائه الخاصة.. 
أولا؛ احنا كلنا كنعانوا من القذف لأسباب بيولوجية إلا من رحم ربك.. ثانيا، ولنفترض ان "بّاه"، مسّحو فالمانطة بسرعة، أو صدر في حقه حكما بالاعدام، سيُنفذ علانية بساحة السراغنة بالدار البيضاء وينقل على الهواء مباشرة، واش تلك الحركة، المَسح، أو حكم الاعدام، كفيل لهما بإيقاف المزيد من الجُنوح والجريمة المستشريان.. واش قلّيه فالزيت المحروگة سينهي مأساتنا مع جرائم العنف والاغتصاب.. ولتتضح الصورة أكثر، تعالوا معيا نشرّحوها بالخشيبات... 
شحّال من واحد حكم عليه بالاعدام أو المؤبد، في ساعات متأخرة من الليل، بسبب جريمة قتل ارتكبها. واش هاذ الحكم وقّف نزيف جرائم القتل، طبعاً لا.. شحال من حُكم صدر في حق عصابات بعشرين سنة وبثلاتين، واش حدّ من الجريمة، أكيد، لا.. الترّسانة القانونية لا تعدو أن تكون زجرية، والأصل، بناء الانسان عبر قنوات سليمة، من مدارس، وجامعات، ومنحه الثقة فمؤسسات الدولة، وصقل مواهبه، وعدم تسوّيد المستقبل بين عينيه... 
فالمغرب، ما ذُكر أعلاه، من عاشر المستحيلات، زد على أن بنية الدولة فاسدة، تستشري فيها أمراض خبيثة كثيرة تظهر انعكاساتها على سكان القاع.. فعِلاج السرطان كاينة قاعدة أساسية فالطب، أشعة الشيمي تتوجه للورم السرطاني الأم، الأصل، للحد من انتشارها فالجسم.. لو كان العلاج ركّز على الأورام الأخرى، لن يفيد الأروام... ستظهر أورام أخرى.. وأورام.. وأورام...
لأن يصل أجل الوفاة.
إشارة لا علاقة لها بما سبق، وقد لا تهمُّ الكثيرين منكم:
واحد الطفل في مقتبل العمر، في الرابعة عشرة أو الخامسة عشرة، دهسته واحد الفاركونيط ديال البوليس بجرادة وأرسلته للمستشفى، ومرجح بشكل كبير أن الطفل لن يعاود الوقوف على رجليه مجدداً.. وبالسرعة باش انتشرت صورة الجانح، تمنيت أن صورة الفاركونيط تنتشر بنفس الشكل، وكما طالبنا بإنزال أشد العقوبات على الجانح لمحاولته اغتصاب الفتاة ـ لي أكيد كيستاهلها ـ نطالبوا بمعاقبة من كان يقود الفاركونيط وقتل أحلام طفل صغير، أحلامه التي كان يخبر بها والدته كلما عاد من المدرسة.. أكيد كانت للطفل احلام كبيرة.. كانت له طموحات.. كان يريد الجري فاردا يداه للرياح..
اليوم مبقاش قادر يحققها. حكم عليه بالعيش فوق كرسي متحرك، وقد يلمح اقرانه يلهون خلف كرة، ولا يستطيع مجاراتهم. ومن بعد ما كانت أحلامه بحجم السماء، حوّلها لشيء تافه.. 
صار حُلمه العثور على من يدفع به كرسيه المتحرك لقضاء حاجته... 
صار حُلمه أن لا تنكسر عجلة الكرسي كي لا يقع..
تصبحون على خير..
حسن الحافة 

إرسال تعليق

0 تعليقات

Comments system

Contact us

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *