لـكم مني سلام بطعم الحب والمودة
وبعد :
أخبركم أن حسابي الشخصي هذا، هو الحساب الوحيد الذي يمثلني، وغيره من الحسابات آلتي تحمل كتاباتي لا علاقة لي بها لا من بعيد ولا من قريب..
"قل كلمتك فحتما ستجد طريقها"..من أصدق روائع "شكري".. لم يفوتني يوما أن أتخذ قولة شكري هاته كي أجابه بها الحياة، واغزل بها سفاهة حياتي كما يغزل المغزل خيوط الصوف المخملية، طالما تنبأت الصدق في كتاباتي، كتبت عن واقعنا الإجتماعي من ما كنت أراه صحيحا واقعا بدون تملق، وُفقت مرات ومرات خانني التوفيق، كتبت عن الجنس بكل جرأة، لأنني كنت اعتبرها غريزة طاغية في حيواتنا، وقد كان مفهومي الأول للجنس أنه شيء نمتثل له وليس العكس، كتبت عنه بينما عدت بمخيلتي نحو سنون الصبى التي ولت وقد كان حينها تحفه البراءة، كتبت عنه حين كان غامضا في أيام المراهقة الغابرة وحين صار يافعا ناضجا في مراحل الشباب..
كتبت عن سياسة وطن ألا وطن، عن سياسة القصر المستبدة، كتبت عن شرعنة الملك بمفهوم الجزرة أو العصى، كتبت عن من هم فاسدين بالبلد، ليس لأنني سياسي محنك، ما أنا إلا إنسان عاش معكم قرابة الثلاثين سنة، وقد صرت أعرف عن الوطن ما يعرفه جلكم، اغلبكم تكتم عن الحق في الباطن وأنا تظاهرت به، لم أسعى يوما إلى مصلحة ما، ولم يكن دافعي سوى سرد معاناة هذا الشعب كما هي والذي أنا منه، هذا الشعب المظلوم والخانع المسحوق والعياش..
في بعض الأيام جرت معي أمور سيئة بسبب هذه المواقف، وعلقت في مشاكل أنا الوحيد الذي عاشها آنذاك، لم أخبركم عنها يوما ولن أفعل، لست أكتب كي اهرج، أو لكي أعتبر نفسي مناضلا شجاعا أرسم لكم شارة النصر خلف القضبان، للحرية ثمن وأنا كنت أعلم ذلك مسبقا، للقلم الحر مساوئ وأنا جاريتها، في نهاية المطاف كنت أعرف معرفة جيدة الوحل الذي تتخبط فيه رجلاي، على الرجل أن يتقبل الثمن الذي سيدفعه جراء مبادئه، حتى لو كان الثمن باهضا..
بعض الناس كأن يسألوني قائلين.. مالربح من هذه الترهات آلتي تكتبها..؟؟ وبعض معارفي كانوا يقولون.. ألست تنعم بحياة يتمناها الكثيرون..؟؟ فلما تقحم رأسك بين أسنان الكلب، إن طرح السؤال نفسه يعد جهلا بالجواب الذي سيأتي بعده، إنهم لن يفهموا، كنت ادرك ذلك جيدا، أجمل ما فزت به هو حبكم لي، هو احترامكم الكبير لاسوأ مخلوق داست رجلاه بالصدفة أرض هذا الوطن، ربحت أناسا كثيرون هنا، تشرفت بهم وقد كان شرفا كبيرا لي أن أحظى بصداقتهم، أنا جد ممتن لكم جميعا دون استثناء..
علمني القلم أشياء كثيرة، علمني أن أدلي بالحق أو أن ألتزم الصمت، لا تواجد لفصل ثالث بين الأمرين، شاركني القلم حب الريف، أحببت ذلك الشعب حد الجنون، هناك تعرفت على معنى الحرية الحقيقية ولو من بعيد، ورغم ذلك تحسرت لأنني كنت عاجزا أن أقدم لهم شيئا ولو بسيطا، جعلني القلم أحترم حلم جرادة، أحببت أولئك الناس كذلك، لست أتفق معهم في بعض الامور، كرفع العلم الليوطي وصور من كانوا سبب الجحيم الذي عاشوه طوال سنوات مضت كما نحن عشناه ولم نسلم منه بدورنا، ذلك لا يهم لأن الجوع كافر كما يقولون..
إلى هنا ينتهي كل شيء، يؤسفني جدا أن أخبركم أنني سأرحل عنكم، يؤسفني ويخجلني في آن وآحد أن أخبركم أنني ساودعكم، يحزنني جدا أن أخبركم بهذا، احبب من شئت فإنك مفارقه، الوداع ما هو إلا زمن مؤقت يتربص بنا، لقد احببتكم بشغف، تمنيت في هذه اللحظة لو أستطيع أن اضمكم إلى صدري و اعانقكم جميعا، لقد جف حبر القلم معلنا ثواني النهاية..
لي ظروفي الخاصة تمنعني من المواصلة وإنني أحتفظ بتلك الظروف لنفسي، تذكروني في قلوبكم الطاهرة، ربما سالتقي مع بعضكم بالصدفة ذات يوم في الباص أو في غيره، الأيام غالبا ما تجود علينا بالمفاجآت، في الأيام المقبلة سيتم حذف هذا الحساب نهائياً، في نهاية المطاف لا يسعني إلا أن اشكركم جزيل الشكر على احتمالكم لتراهتي طوال سنوات وشهور مضت، أعتذر لكل من أسأت له، أطلب الصفح والمغفرة منكم جميعا.. فسامحوني رجاءاً إذ أنا خدلتكم يومـــاً
وداعــا أحبتي
Said Zrigou
0 تعليقات
أكتب لتعليق