على جو بآرد وسمآء مبلدة بالغيوم حجبت أشعة قمر كآن يضفي للسماء رونقا وجمآلا..
بالمقهى خلف الزجآج أجلس.. نظري مسلط على أناس يستدفئون من لسعآت هذا البرد..
والبآقون على الرصيف ضائعون والجميع لآيعلمون أنهم لنفس المصير عائدون..
شعور جامد جعل السيجارة لآتفارق شفتآي..
الواحدة تلو الأخرى لاأعلم متى سأكتفي من هذه الرصآصات التي أقتل بها نفسي ببطء شديد..
يقولون أن النيكوتين يقتل لاأعلم !؟ هل هم على الصدق صائرون..أم أنهم كالعادة قطيع يتبعون مآيجول..
عمومآ فما دامت نفوسهم لم تلامس طعمها الحقيقي فهم لذلك معذورن..
فلطالما كانت السيجارة هي الترياق والدواء الحقيقي لكل االآهات والألآم..
لطالما كانت المؤنس الوحيد في ظلمات هذا البلد السعيد.. لطآلما كانت المهدأ الذي يجعل المرء ينسى معانته التي تسبب بها هذا الوطن العآهر له..
فأنا لاأعلم أن هناك قآتلا أشد بطشا من الوطن عندما يخونك ويكون السبب في معآنتك وقهرك.. عندمآ يجبرك على الشرب من كأس الذل والرضى بالمهانة.. عندما يسلب منك شرفك ويجعلك تتخلى عن كرامتك طوعا..
ويلزمك على أن تزحف على بطنك وتهين نفسك إرضاء لعساكر أمير المؤمنين..
فهذا هو الذي يقتل صراحة.. وهذا هو النيكوتين الذي يجب علينا جميعآ أن نحآربه ونجتنبه وأن نقف وقفة رجل واحد لمنع أخطاره على مآتبقى من شعب هذا البلد..
فعندما يفقد الإنسان كرامته فلا فرقا بينه حينئذ وبين حمار آلف النهيق في "زريبته" بلا وقت..
الكرامة هي الحيآة هي كل شيء هي النشوة التي تتغنى بها العآهرات في المواخير.. وبدونها فالأفضل للبشرية أن تنعدم..
أفيقوآ واستيقظوا ياأهل الأمر فيوما بعد يوم تزداد حالة الغضب في النفوس..
والضغط عندما يكثر يولد الإنفجار..
افتحوا أذانكم لصوت البؤساء قبل أن يمتد سيل الغضب الجآرف إلى حد يفوق المعقول..
فالموجة الثانية من الإثارة قادمة إني أراها من بعيد قآدمة ببطء من حيث لآيشعرون..
0 تعليقات
أكتب لتعليق