الشابة الجميلة جداً لي فالصورة على اليمين، ولي كتشبه
لساندريلا فاتنة عشرات الفرسان على استعداد لخطفها فوق
أحصنتهم والهروب بها بعيدا؛ هي نفسها، لي على الجانب الأيسر
بملابس متسخة جدا، وتعتمّر خودة الرأس، وتضع كمامة
ونظارة
كبيرة لا تغطي العينين فحسب، بل تحتل نصف الوجه إن لم يكن
ثلاثة أرباعه.. العادي ان تستسلم للتساؤلات وتهيم في وضع
الاحتمالات.. مالها ياك لباس؟ وما الذي يدفع بفتاة - كي شَّهْدة
العسل - لأن تنتهي لنهاية تشبه عمال المناجم المغادرون مساء
لأوراش عملهم حامدين الله على نجاتهم.. نعاود ليك قصتها يبقى
فيك الحال أساط، وعوض تهز ايديك وتدعي ذاك الدعاء / الأمل
المعتاد : " اللهم أخرجنا منها فإن عُدنا لنكون من الظالمين"؛
غترجع تدعي واحد الدعاء آخر.. "اللهم شتّت شمل القحاب
وأولادهم"..
"سيلين باسل" دكتورة من أصول عراقية استقرت بفرنسا شحال
هذا وخدامة تمّة.. فتاة جميلة في مقتبل العمر بحالها، وخدامة
خدمة زوينة، غتكون مقبلة على عيش الحياة والاستمتاع بكل دقيقة
فيها، ومعندها لاش تصدع راسها بقضايا وتقلبات الوضع فالعراق
موطنها الأمّ .. يتحرقوا كاملين كااع مشغلهاش.. وغتقلب على شي
زرق العينين تصاحب معاه يتلقاو نهاية كل أسبوع يدوزه مع
بعض في تبادل أكل الحلوى والسباحة على الظهر، ومع المال
متوفر عندها، وأكيد جمالها غيجيب ليها شي واحد ملّعق تا هو،
ف weekend غيدوزوه فشي جزيرة غير مؤهولة بالهَيبوش،
تميل للهدوء الذي لا يبشر بأي عاصفة، يتبادلان شرب عصير
المانجا بنكهة الويسكي الثمين.. تنشّط وتستمتع، وتنشر اللحظات
مع زرق العينين على الأنستغرام للتسلية.. وإغاضة فتاة أخرى
كان عينيها فذاك زرق العينين لي هي معاه..
كان بإمكانها تدير هادشي بسهولة تامة.. لكن القحبة أجي تسمعي
قصتها.. وقبل، كنطلب منك تعاودي تشوفي فيها مزيان.. شفتي
شحال زوينة وبوكوصة وعينيها بلون الفستق.. لا تشبه لإبتسام
لشكر - يا العياذ بالله - وزميلاتها قي مبادرة "سيكو سيكو"
للجمبع.. وصايتي حريتي.. ومن حقي نبيّض من ثقبة كرّي..
سيلين خلات كولشي وراها ففرانسا، ورجعت للعراق من نهار
اللول لبداية الثورة، ولبست تلك الملابس التي ترينها بها،
وشرعت تُقدم الإسعافات الاولية للمصابين من الثوار.. كتنتقل من
واحد لواحد، وهمها أن تقدم العون، والعلاج، للمطالبين بعراق
حر خال من المحاصصة الطائفية.. عراق يضمن الحرية
والكرامة للشعب.. هزت معداتها الطبية الخفيفة واستلمت مهمتها
بلا تعيين أو تكليف من أي جهة أو أحد.. مُحركها الواجب،
ودافعها، التزامها بالقضايا الحقيقية لبلدها، وكرست وقتها
وجهدها، وما تُجيد فعله، لخدمة الثورة المناهضة للسلطة الطائفية
الناهبة والمفقرة للسعب.. وتخلات على الماكياج.. وتسريحة
الشعر.. وعملها بفرنسا.. وجات لأنها تؤمن بأن كل واحد له دور
معين في خدمة الثورة والسير بها لبرّ النجاة ..
وهي كتأذي الواجب لي كيمليّه عليها الضمير، رصّاصة جبانة
لقناص مرابط بسطح بناية اصطادتها وارسلتها للمستشفى بين
الحياة والموت.. تصّابت يومين هاذي، ولحدود الساعة، وبالرغم
من بحثي عن جديد حالتها، مالقيت ولو مستجد عليها.. وكنتمنى
سلامتها لتعود لأحضان وطن لم تسترخص عليه حياتها..
فتاة رائعة الجمال دارت هادشي.. والقحاب عندنا لي ما فيهم ما
يتشّاف مقابلين الطاقة الشمشية ومطالب كرواصة.. منشغلات
بالتافه والسخيف والمُنحط من القضايا والأمور والمطالب.. بغاو
الشمندر السكري واللفث المحفور، منسلخات عن جوهر المشكل،
ونهار كاع يخرجوا الناس فشي مظاهرة للشارع، كتلقاهم لاحين
تصاورهم فأنستغرام مع واحد فشي بار ولا كباريه..
وسيلين لم تترك كل حياتها خلفها بفرنسا وتنزل لتساعد العراقيين
في ثورتهم وفقط، بل، وحتى وهي ففرانسا، كانت مخصّصة مبلغ
مالي مُهم لمساعدة شي جمعيات فالعراق للتكفل بذوي العاهات
واليتامى.. كانت كتعطي لخدمة الإنسان .. ماشي مربية كلب
أومّش تخسر عليها فالشهر باش يعيشو عشرة أسر بأفرادها..
وصدق واحد المخرج مصري الله يذكرو بالخير ما بقيتش عاقل
على سميتو، حين قال..
هناك نساء.. وهناك خُنفساء..
والله أعلم عاوتاني..
0 تعليقات
أكتب لتعليق