لقد مر حولي نصف عام على اخر مرة تبادلنا فيها الرسائل .ولازلت أتذكر نرفزتها بسبب التحاقي بالجامعة عوض الذهاب لمعهد الإعلام برفقتها. لقد كان لنا حلم واحد وقلب واحد وحياة واحدة لكن عندما رَحلتْ تكسر قلبي و تراجعت عن حلمي.. مر الأن حوالي سنة ونصف سنة على فراقنا. وصلتني الأنباء بأنها لازالت مستمرة في علاقة غرامية مع صديقي الذي اكتشفت أنه كان يخونني رفقتها منذ المرحلة الثانوية. اكملتُ دراستي في الجامعة وتنازلت عن كل أحلامنا كي لا نلتقي مجددا واخترت البعد خير دواء لمداوات الجروح.. مر الأن حوالي ثلاث سنوات على فراقنا وأخيرا حَقَقتْ حُلمنا ، شاهدتها على التلفاز ضمن لائحة المتخرجين من معهد الإعلام والصحافة. سررت كثيرا بذلك الخبر أكثر مما سررت بحصولي على الاجازة من كلية الحقوق. لقد بدأت عملها غي المجال الذي عشقته وبل عشقناها سويا. وكم قاتلنا من أجله وكم ثرثرنا فيه لساعات بلا ملل.. مرت الأن حولي ست سنوات على فراقنا للأسف وصلتني الأنباء بأن صديقي(الخائن) تقدم لزواجها. كان الخبر بالنسبة لي كسهم غدر آخر في قلبي، ولن أنسى ذلك السهم العنيف الذي اصطدم بقلبي أيام الثانوية، بسبب الخيانة منه. لكن احتراما لمبادئي ضحيت بالحب من أجل الصداقة. وللأسف كم تمنيت ان اكون أنا من يزف بها بين زوايا قريتنا الجميلة، لكن هو فعل ذلك في الصيف المنصرم وأقام حفل زفاف على أنغام الحب وطقوس الخيانة😢. أمي لم تحضر الزفاف، بل اتصلت بي المسكينة باكية وهي تقول؛«أرجوك يا بني عد للمنزل فالسمراء صديقتك العزيزة قد تزوجها صديقك المفضل، عد يا بني فإني أريد ان أراك عريس كأقرانك..» اه ثم اه..، كيف ساجيبك يا أمي كيف اقول لك أنها لم تكن صديقة الدراسة فقط، كيف سأقول لك ولها أنها كانت كل حياتي كل أماني..وكيف سأقول للعالم أن حبنا مقدس تحفضه السطور في كل رواياتي.. اه يا أمي، ماذا سيحدث لو نشرت تلك الكتابات. لو نشرت تلك السطور المكتوبة بحبر الحب وبدماء الفراق. ماذا سيقول العالم وكيف ستكون ردة فعلهم. لا أريد ان ادمر سعادتهما، ربما هيا قررت نسياني منذ ان رأتني مبتعدا بعد إدراك لخيانتها البشعة لي. ماذا سأفعل الآن هل أحرق كل كتاباتي التي افنيت عمري فيها ام امزق الصور التي وثقت كل لحاظاتنا ونحن في عز الشباب؟!.ماذا أفعل يا ترى كي أنساها! ماذا سأفعل أيها القارئ هل استمر في البكاء ام اختار الصمت طيلة حياتيّّ؟!!! مرت الأن حوالي عشر سنوات على فراقنا انتظرت امي كثيرا كي اباشرها في موضوع الزواج لكن قررت في الأخير ان تختار لي عروس؟. لم أعارضها لأن الزواج بغير التي أحبها القلب نزيف للعمر لا أقل ولا أكثر.. فرحت كثيرا عندما علمت أن زوجتي المستقبلية أمية، المسكينة لا تتقن الكتابة ولا القراءة. هي على الأقل لن تعلم بكل ما وقع لي ولن تغار من تلك التي بين أوراقي، لن تحس بالخيانة ولن تعطي اهمية للماضي التعيس. وربما سيأتي يوما أشييخ فيه وأجلس على الأريكة، أضع نضراتي، أسند رأسي إلى كتف زوجتي، تم اغوص في قراءت تلك الأوراق المدنسة بعشق الشباب.. سأسرد على مسامعها كل فصول الخيانة بصوت حرق. لن اتوقف حتى تبتل أعيني بدموع الحصرى ... سأخبر احفادي بقصتي،😢 سأنسج لهم من جديد قصة السمراء والأديب العاشق و، بطل القصة، الصديق الخائن... سأحكي قصتي للسرير وللسيجارة وسيحكيها الدخان لللشباك وللسماء وللنجم وللفجر وللشفق البعيد. ويحكيها الراعي للغنم على طقوس الناي.. قصتي ستحكيها الأجيال الغابرة للأجيال القادمة وسأحكيها لملك الموت وللناموسي... لقد مر الآن حوالي عشرون سنة على فراقنا أو يزيد، لم اعد قادرا على ضبط السنوات فعقلي أصبح عجوز ولم يعد قادرا على مسايرة اهاجيز قلبي العجوز. منذ سنوات رزقت بمولودِ الوحيد والحمد لله كانت فتاة سميتها على إسم السمراء كخطوة اخيرة مني على عدم النسيان والوفاء بالعهد للحبيب الاول ولو في زمن النكران. كنت أضم إبنتي في احضاني كلما احسست بالحنين الى الماضي. وكنت اناديها كلما ضاق صدري واراد قلبي الصياح باسمها.. كبرت دلوعتي السمراء بين اعيني بينما كانت المسافات تكبر بين قلبي وقلب السمراء 😅 تمكنت من إقناع ابنتي بالإلتحاق بمعهد الإعلام علها تحقق ما أرادت مني السمراء ان احققه دات يوم. لا اعرف لماذا لا احس بتأنيب الضمير بسبب غرقي في هيام الماضي، لكن كل ما استطيع قوله هو أني اعتذر منك زوجتي على عدم قدرة على نسيان الماضي التعيس. واعتذر منك قلبي إن لم استطيع القيام بشيء من أجل من احببت يوما حتى النخاع واصلت ابنتي دراستها في الإعلام بينما انا قبعت في حل قضايا الناس في انتظار من ينضر في قضية قلبي. وتنازلت عن حلم الصحافة بعدما تنازلت يوما عني حبي. واستمريت في مزاولة عملي وذات صباح بينما انا مشغول في مكتبي اتصلت بي السكرتيرة العامة.رديت عليها: -الو شو في عزيزتي. ردت مبتسمة-سيدي بتأسف على الازعاج لكن هناك سيدة اسمها (ا-ع)#السمراء تريد أن تنظر في قضية طلاقها. عندما سمعت اسمها سقط الهاتف من يدي ومعه دمعة حارقة اغرورقت في عيني. وأحسست بأن الغرفة قد دارت بي ٣٦٠ درجة والزوايا غير قائمة. لقد تزعزع قلبي وانهار شيء داخلي ربما يكون ذلك الجدار الذي بناه البعد بين قلوبنا لعقود من الزمن. لاحظت السكرتيرة تأخري في الرد فقطعت حاجز الصمت بيننا قائلة؛اسف سيدي على ازعاجك إن أردت فسأطلب من السيدة أن ترحل؟ عندما تفوهت السكرتيرة بهذه الكلمات نطق شبح عاشق من داخلي صائحا: ههه تطلبينها بالرحيل!!! من أنت أيتها السيدة كي تطلبينها بذلك! هل انت القدر ام القضاء.. كي تحكمي علينا بالفراق من جديد؟ ألم يكفي يا الهي كل هذه السنوات من البعد والعذاب؟!!! _وأي ذنب اقترفت يا الهي وحتى انال الفراق والخيانة جزاء كل ما فعلت من أجل الحب!!! . واخيرا خدت أنفاسي وتجرعت ريقي، ورديت على السيكرتيرة وطلبت منها قبول ملف قضية السيدة السمراء. لكن هل انظر في قضيتها ام انظر في قضية قلبي ، ام قضية خيانتها لقلبي التي لازال ملفها في ارشيف ذاكرة قلبي. لقد اشتغلت على قضيتها ليلا ونهار. قضيت السمر مع أوراقها كما تمنيت يوما أن أفعل معها. لقد ربحت ملفها في الجلسات الأولى من المحكمة. كانت تطلب طلاق الشقاق من صديقي الخائن مع رغبتها في الحفاظ بابنها الوحيد. تفاجئت من عملي وترددت على مكتبي من أجل اللقاء بي لكن تملصت منها وطلبت من السكرتيرة العامة أن تقول لها أني رحلت مع أسرتي الى المانيا وقد لن اعود مجددا. وطلبت كذلك منها ،أن تبلغ لها؛ سلام من عاشق عزيل بالأسمر أراد اعتزال وللصداقة قدما قربان ول___لحب كان متيموااا شكرا على وفائكم المستمر واتمنى ان تصلكم النهاية.
0 تعليقات
أكتب لتعليق