عمود شوف تشوف ............متى سيفهم العرب والمسلمون........... رشيد نيني

الأحدث

6/recent/ticker-posts

عمود شوف تشوف ............متى سيفهم العرب والمسلمون........... رشيد نيني










إنه عالم متوحش يا حبيبي
‪ ‬
متى سيفهم العرب والمسلمون أخيرا أن الغرب لا يبحث عن مصلحتهم بل عن مصلحته ؟ متى سيفهمون أن مستعمريهم القدامى هم أكبر من سيتصدى لأية ديمقراطية حقيقية تظهر عندهم لكي يظلوا متخلفين عن ركب التقدم ؟ 
إذا كنتم من محبي كات ستيفنس استمعوا لأغنيته الجميلة التي يحكي فيها لحبيبته عن العالم المتوحش الذي نعيش فيه‪ … Oه بابي بابي يثس ا ويلد وورلد. ‬ أو عودوا إلى التاريخ لكي تقرؤوا كيف تصدت أمريكا للديمقراطيات الفتية في دول أمريكا اللاتينية وأسقطت وقتلت رؤساء انتخبتهم الشعوب، عودوا لتقرؤوا كيف تدخلت بلجيكا في الكونغو واختطفت وقتلت بأبشع طريقة باتريس لومومبا وقطعت جثته إلى أطراف، أما تاريخ فرنسا مع دول إفريقيا وانتخاباتها ورؤسائها فيبعث على التقزز.
وبقدر ما هو نفاق الغرب لا حدود له بقدر ما هو غباء العرب والمسلمين لا حدود له أيضا‪.‬
فالعرب يعتقدون أن الغرب يريد مصلحتهم ويطمح لتحقيق الديمقراطية في بلدانهم، والحال أن آخر من يريد أن يرى الدول العربية بلدانا ديمقراطية ومتقدمة هو هذا الغرب تحديدا، ولذلك فهو يخطط لكي تظل هذه الدول ضعيفة ومقطعة الأوصال حتى تبقى تابعة وخاضعة له، يبيعها خردته وأسلحته وأدويته ويودع بها نفاياته الكيماوية ويسرق أدمغتها ويمتص رحيق مادتها الرمادية.
وحتى لا يكشف الغرب عن وجهه الهمجي في التعامل مع مستعمراته السابقة فهو يغلف جشعه بطابع إنساني عبر تحريك أذرعه الحقوقية ولفها حول أعناق الأنظمة لابتزازها أكثر، وأحيانا يستعمل طابورا خامسا داخل هذه البلدان من أبنائها لكي ينفذوا أجندته مقابل منح وسفريات وجوازات سفر‪.‬
وفي العالم المتوحش الذي نعيشه اليوم هناك حرب عالمية غير معلنة تأتي على الأخضر واليابس، الضعيف فيها لا مكان له، والقوي يلتهم الأقل قوة منه، وتوازن الرعب أصبح هو العملة الرائجة للحفاظ على الحدود والسيادة والعرض، ومن يعتقد أن هناك دولا تبحث عن مصلحة دول أخرى وتدافع عن الحريات والديمقراطية داخلها فهو إما جاهل أو مبلد الحس، فالعالم ليس مؤسسة للأعمال الخيرية، بل غابة يأكل فيها القوي الضعيف.
من حسنات هذه الجائحة التي ضربت العالم أنها أظهرت أن المفاهيم الإنسانية التي يريد الغرب القوي والمتقدم أن يفرضها علينا كدول متخلفة في نظره، كشفت عن زيفها، فهي في النهاية مجرد أدوات للإخضاع يتم استعمالها حسب الحاجة لحشر أنوفهم بطريقة ديمقراطية في شؤوننا الداخلية‪.‬
إنهم يغيرون معاني الكلمات والمفاهيم مثلما يغيرون جواربهم، وذلك حسب الظروف والمصالح، والفرق أنهم في السابق كانوا يتدخلون ويحتلون البلدان مباشرة بالنار والحديد، فيما اليوم صاروا يفوضون لمن يسمونهم "جيوش التحرير" هذه المهمة بعدما يسلحونهم لإسقاط الأنظمة، وبعدها يأتون بجيوشهم الجرارة للتدخل بحجة القضاء على الفوضى والتحكم في المناطق التي سقطت بيد الحركات الإرهابية، تماما مثلما حدث في ليبيا بهدف تحويلها إلى دويلات بعدد آبار النفط، وأيضا في سوريا عبر اقتراح تقسيمها على أساس اتحادي‪.‬
واليوم داعش إرهابية وغدا قد تحصل على الاعتراف وتصبح دولة ذات سيادة وممثلة في الأمم المتحدة. والصين عدوة لأمريكا الآن، وغدًا عندما سيتعبان من لي ذراع بعضهما البعض سيجلسان معًا وسيتفقان على قيادة مشتركة للعالم وعملة موحدة. 
الأمريكيون كما الصينيون ليس لديهم أصدقاء دائمون ولا أعداء دائمون، وإنما مصالح دائمة، وعندما يشعرون بأن «رجلهم» في منطقة ما احترق، فإنهم يسارعون إلى نفضه مثل أعواد الثقاب المحترقة‪.‬
‪ إنها اللعبة العالمية التي وقعت في أفغانستان تتكرر في ليبيا وسوريا والعراق ومصر والسودان والجزائر، مع تغيير‬
‪بسيط في التواريخ والأمكنة‬
ومثلما أن هناك مشرملين يقومون بقطع الطريق على عباد الله في الزوايا المعتمة لسلبهم حافظة نقودهم، هناك اليوم دول مشرملة تقوم بقطع الطريق على دول أخرى لسلبها ثرواتها‪.‬
فما يهم الغرب هو الثروات التي ترقد في بطن بلدان العرب والأفارقة، أما خطابات حقوق الإنسان والعدالة والحريّة فهذه ليست سوى أدوات يستعملها لتبرير وشرعنة حشره لأنفه في الشؤون الداخلية لهذه الدول وابتزاز أنظمتها حتى آخر قطرة غاز وبترول.
العالم كان دائما يسير بهذه الطريقة، المصالح تبرر كل الجرائم في حق الأفراد والجماعات والدول، يكفي أن تدفع للكبار لكي تحصل على الإذن للقيام بما تريد، أما الضمير العالمي وغير ذلك من الخزعبلات فهي شعارات لدغدغة عواطف متتبعي "الجزيرة" التي تتعهد جمهورا بالملايين بالرعاية وتعطيه المهدئات والمهيجات حسب نوع الجلاد ونوع الضحية.
رشيد نيني

إرسال تعليق

0 تعليقات

Comments system

Contact us

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *