شيئا هجينا يشبه تجربة الإنصاف و المصالحة

الأحدث

6/recent/ticker-posts

شيئا هجينا يشبه تجربة الإنصاف و المصالحة





السجون فالمغرب بالنسبة للمجرمين اللي دخلو بتهم تمس الحق العام ، هي مراكز حقيقية للتأهيل ، و لكن التأهيل للجريمة ، كيدخل بنادم مبتدئ و كيخرج مجرم حقيقي .... شحال من شاب ارتكب بطيش الشباب جريمة بسيطة جدا ، ضرب شهرين ديال الحبس خرج محترف إجرام ........ واش هاد الشي بسبب العشوائية فالمؤسسات السجنية أو هاد الشي ممنهج ؟ .. الله و التامك وحدهما يعلمان .......
بالمقابل .... بالنسبة لسجناء الرأي و المعتقلين السياسيين فالمغرب ، السجون فعلا مؤسسات لإعادة التأهيل ، التأهيل كمرادف للتدجين و التنميط ، ماشي من دابا ، من شحااااال هادي .... كيدخل المناضل عدو شرس للنظام ، و كيخرج مواطن صالح ..... كيدخل متجذر باغي يهدم البنية و كيخرج إصلاحي مؤمن بالمؤسسات و ضد العدمية و يوتوبيا التغيير ........
معتقلي اليسار الجذري فعهد الحسن الثاني اللي ضربو ما تيسر فسنوات الرصاص ، خرجو باش يلمعو صفحة كاملة من تاريخ النظام و قادو تجربة " الانتقال الديمقراطي " و أسسو للعهد الجديد ......
السلفيين المخنزرين المؤمنين بالخلافة و الحكم بما أنزل الله دخلو حتى هوما شي سنوات للحبس و خرجو متصالحين مع إمارة المؤمنين و دولة المؤسسات ، منهم اللي بقى تكفيري و لكن فقط فيما يخص المجتمع و جمع لسانو في ما يتعلق بالسياسة ، و منهم اللي قام بانقلاب حقيقي كاع و ولى تنويري يؤسس لمفهوم جديد للدين و الدعوة ....
الصحافيين نفس الشيء ، اللي ذاق العصا فالبداية ، عرف كيفاش يستافد من الجزرة فيما بعد ، رشيد النيني و شحتان مثلا اللي تخرجو من عنابر المخزن بدرجة حسن جدا و عرفو من أين تؤكل الكتف ، عطاو إشارة قوية لجيل كامل من الصحافيين في زمن أصبحت فيه الصحافة و تنݣافت مهنة واحدة ......
واش هاد الشي مؤشر على أن المناضل و الصحفي المغربي مرايقية و أن معارضتهم و إزعاجهم للنظام مجرد محاولة لصنع إسم يستثمروه فيما بعد و يخدم عليهم ما تبقى من عمرهم ؟ .... يجوز .... و لكن أيضا الأكيد أن الشعب المغربي في مجمله ماشي شعب الذي يستحق النضال من أجله .... خلاصة قاسية فعلا و لكنها حقيقية للأسف .....
عادة مجابهة الأنظمة الشمولية عندها ثمن ، هادي بديهية أي إنسان كيعرفها و كيعرف سلفا أنه غادي يدفع ضريبة الموقف ، و لكن التاريخ يعلمنا أن النضالات بطبيعتها تشكل تراكما من نوع ما يقود عاجلا او آجلا إلى التغيير ....
في الحالة المغربية عندك شعب لا يخضع للمنطق التاريخي .... شعب اللؤم و الانتهازية يشكلان أهم صفاته المكتسبة ... شعب يغوص في الوحل إلى أذنيه و لكنه يعض أي كف تحاول انتشاله من هذا المستنقع ...
مكاينش شي شعب فالعالم كيضحك على ناس تدفع ضريبة موقفها و يتهم أي متضامن معاها بأنهم " كيبيعوه العجل " ، شعب عايق أكثر مما ينبغي ... و نتيجة لهاد العياقة ، غادي تبقى عجلة الحرية في المغرب تدور في الفراغ إلى أبد الآبدين .....
في المستقبل القريب ، أو البعيد ، من يدري ، غادي نشوفو معتقلي الريف و جرادة يقودون تجربة أخرى للانتقال الديمقراطي ، و شيئا هجينا يشبه تجربة الإنصاف و المصالحة ، و انتقالا سلسا للسلطة بقيادة الحسن الثالث نصره الله .... و نهار تشوفو المخزن كيهدر على الاستثناء المغربي ، تأكدو بأن المغرب فعلا استثناء و ان النظام لا ينطق عن الهوى .....
يقول نيلسون مانديلا ، المقاتل من أجل الحرية يتعلم بالطريقة الصعبة أن الظالم هو الذي يحدد طبيعة الصراع ، وغالبا لا يجد المستضعف بديلا سوى استخدام نفس الاسلوب ..... في المغرب لا يستخدم المستضعف فقط نفس أسلوب الظالم ، بل يخوض الصراع بدلا عنه بشكل كامل .....
هنيئا للصحافي المهداوي معانقته الحرية من جديد ، و العقبى لكل من يقبع في السجون من أجل مواقفه ، أيا كانت هذه المواقف ... الطريق أمامك السي حميد مرسومة و ممهدة ..... كول الخبز و ربي وليداتك ، و اللهم اغفر لنا نحن الذين بيعناك العجل .....

إرسال تعليق

0 تعليقات

Comments system

Contact us

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *