نحتاج
إلى وهم وجود بابا نويل ، كي نبعث له رسالة لن يقرأها ، عليها مطالب ندري
أنه لن يحقّقها ، وهدايا لن يأتي بها . وعندما لا يزورنا ، سندّعي أنه ما
استطاع النزول ، لأنّ هداياه كانت أكبر من أن تعبُر المدخنة ، وأنّ ما
ينتظرنا أجمل . وفي العام القادم ، سنكاتبه من جديد ، و نأتي بشجرة نقتلعها
من غابة العمر القاحلة ، نضع عند أقدامها أحذيتنا المهترئة ، وننتظر بما
أوتينا من صبر.. المعجزة . أو أن تُعمى قلوبنا عن رؤية الفضائيّات التي
تُقدِّم لنا موت أهلنا مع وجباتنا اليوميّة . لقد اجتهدنا والله في تغييّر
جينات عروبتنا ، والإقلاع عن البكاء قهراً أمام نشرات الأخبار ، لكن ما
استطعنا هذا العام أيضاً إلاّ أن نحزن ، مادام الفرح العربي ما زال لأعوام
أخرى يعيش تحت الإقامة الجبريّة للحزن .
#أحلام_مستغانمي ( من مقال " الفرح العربيّ تحت الإقامة الجبريّة للحزن )
0 تعليقات
أكتب لتعليق