اعجبتني رواية الخبز الفاشي !!
بما أننا نستفيد من بعضنا البعض في العالم
الافتراضي بواسطةبعض المنشورات التي قد
تليق بمستوى تطلعاتنا او دون ذلك ، اذا بي وانا
اتصفح هذا الركن تقع عيني على منشور لاحد
الاشخاص وقد يكون انثى او ذكرا مع كامل
احتراماتي له ، ( دون ذكر اسماء فما يهمنا هو
نقاش الفكر لا الشخوص )
محتوى هذا المنشور يحمل فحواه اقتباسا لرواية
الخبز الحافي للكاتب الجريء ... شكري ، بالرغم
انه اقتباس عادي جدا يليق ان يكون قولة مأثورة
مثلها مثل سائر اقوال الكتاب المبدعين الا اني مع
ذلك لم يفتني استنتاج ان فكرة تبني "الاقتباسات
ماهي هي الا اشارة قوية للرضى على اصل
مضمون الكتاب " اذ بذلك ادركت انه مؤيد كل
التأييد لكل حرف خطه ذاك الكاتب سالف الذكر.
..ولكي اشبع فضولي اكثر ان ارتأيت ان اقرأ
بعض التعليقات لاقوم على قدم وساق في متابعة
رأي كل من شارك فيما اتفق من اتفق وفيما
اعترض من اعترض والوقوف على وجهة نظر
كل منهما عاى حدى ،
ومما لاشك فيه انكم بمقدوركم توقع من كان
المدافع الاكبر لا عن الرواية وما تحمل من تعرية
للواقع بالمعنى الحرفي من اوصاف خليعة محضة
ولا بالنسبة لشخص الكاتب نفسه، معللا _ اي
صاحب( ة )المنشور_ سبب هذا الانحياز
اللامشروط قائلا بحسب ما أذكر ( الكاتب وصف
لنا فقط الواقع وما عاشه في حياته ......وعلينا ان
ننظر لفكرته من الناحية الايجابية لا السلبية ) .
اخواني اخواتي الم يسبق لي ان قلت لكم أن
القارئ يتكون من عدة انواع نذكر اهمها
القارئ المستبصر
والقارئ الناسخ
لا داعي لأحدد لكم اي منهما نحن بصدد تحليل
فكرته الآن ...أجل لقد حزرتم !
.
فلنبدأ بوضع فرضيات لرسالة ذلك الشخص الذي
يعتبر نفسه سبر اغوار عقل( ... شكري) واحس
بالامه من خلال وصفه الجريء كلما اتيحت له
استغلال حرية التعبير ، ولن يتأتى لنا ذلك الا اذا
وضعنا انفسنا مكانه، فهلا سمحتم لي ان اتطوع
لهذه المهمة ؟ .. .شكرا على تفهمكم !!
اعتبروني انا من عشاق رواية الخبز الحافي،
فليسألني احدكم ما الذي اعجبك فيها وانت تعلم ان
معظم الحديث فيها يدور حول جسد الانثى على
لسان الذكر الذي شاع مثله في جل اقطاب الدول
العربية اي لا يشرف الرجال ولا النساء ايضا !!
سأجيبك بكل ثقة :
لما يا اخي تعقد الامور وتنظر للرواية من زاوية
سلبية وتتغاضى عن امور ايجابية نستخلصها من
افكار جريئة تعبر لنا عما نعيشه في واقعنا المرير
من صعوبات الحياة وانتهاكات الافراد
والجماعات لحقوقنا ، والاستبداد والحرمان الذي
يتعرضه له المواطن الضعيف والمعوز الذي لا
يملك ابسط مقومات العيش الكريم ليعمل عملا
شريفا و يتزوج فتاة جميلة صالحة وينشأ اسرة
سعيدة ووو الخ
وقد تقول لي بدافع التوضيح
ولكن يا سيدي مصطفى ، ليس بالضرورة ان
تتعمق في مثل هذه الافكار التي تخططت حدود
التعبير اللائق فيما يجوز الافصاح عنه ودونه
...اليس كذلك ؟
فأجيبك بنبرة الانتصار كالذي ظفر بغنيمة
التعمق يا اخي من اسس القراءة ام انك لا تعلم ،
شغفي وهوسي بقراءة كل ماهو مكتوب يدعوني
الى التهام اي فكرة حملها لنا اي كاتب من محيطه
الخاص بصرف النظر عن الاسلوب الذي اتبعه،
او التجسيد الذي مثله تمثيل الرسام للطبيعة طبق
الاصل تفصيلا تفصيلا .....
صراحة انا اكتفيت من نفسي في تبادل الادوار
هذا ...لا اخفيكم اني ذات يوم اني حملت بين يداي
هذه الرواية لاشهد بعيني جواب التساؤل الذي
طرحته على نفسي مرارا قبل ان اقرر استعمال
خاصية (جرب اولا ثم بعدها احكم ) " هل يستحق
هذا الكاتب ذاك الكم الهائل من الانتقادات...؟
حتى لا اظلمه،صدق او لا تصدق ما ان وصلت
الى اول سطر في فقرة من بدايات وصفه الى احد
نرجسياته الماجنة ، الا وتخطيتها بعبارة ( Next
) ....ما حاجتي لاقرأ له لحظات عبثه التي لا
يتميز بها عن غيره عن اي رجل يتردد على دور
الدعارة مثلا ...مشاهد خليعة تبقى لها نفس
النمطية لا تختلف بين الملوك او الرقيق ، بل انها
نفس العملية المادية في وصف الغريزة الحيوانية
،
الكاتب الجريء هنا بالذات صدق فيه المثل
القائل( كمعلمة أمها البضاع) ...ما حاجتي
لاعرف شيء يعرفه العالم ، حتى اصغر هذا
الجيل بات يعرف معنى النسج * ...
لذلك اكتفيت بقراءة الأحداث، واكتشفت الأعجب
وهو :
كانت لتكون رواية اجتماعية صرفة ...غاية في
الصراحة والتصالح مع الذات ...لو انه احتفظ
بمجونه لنفسه الذي يعد من توضيح الواضحات
المفضحات، او على الاقل ان يعتمد على ذكائه
كمبدع ادبي في استعمال لغة الايحاء والرموز
..مثل استعمال عبارات دالة على معاني الفعل
بدل استعمال عبارات تدل عى الفعل بالعين
المجردة ، الا نقول في عالم السينما لاي مخرج
(احترم عيون المشاهد) فكذلك الكاتب عليه
(احترام عيون عقل القارئ) ...
صفو الكلام : حرية التعبير لا تجردنا من انسانيتنا
مهما كان الدافع قاهرا، لنجعله حجة لتبرير
زندقتنا وفجورنا ونسميه أدبا او تعرية للواقع
بصوت جريء على اساس لا احد اجرأ منا
...فشتان بين الوقاحة والجرأة ،
ومن اعترض على كلامنا هذا ، اطلب منه فقط
طلبا بسيطا ، احمل مثل هذه الرواية و اقرأ منها
احد الفصول المعلومة على احد افراد اسرتك
المحترمة ..وانتظر ردة فعله اتجاهك !!
متى نتعلم ان ليس كل ما نعرفه نقوله وليس كل ما
نقوله نعرفه، حتى الطبيبة صاحبة اختصاص
النساء والتوليد ، تشخص لك حالة المريضة
بشرح بسيط مرمز تفهمه كزوج وتفهمه
زوجتك..عندما يقول لك انها تشكو نزيفا حادا
وعليك ان تشتري لها هذا الدواء، هذه طبيبة لها
كامل الحرية ان تعبر أمامك كيفما تشاء،ولكن
احتراما لعقلك ايها الانسان اكتفت بالاشارة لك
لانها تعلم انك تعلم مثل تلك الامور وانها لمن قلة
الذوق ان تسهب امامك بالشرح المفصل !
ولما سمي في الأصل التأليف أدبا ؟!!!
مصطفى الغرش
0 تعليقات
أكتب لتعليق