حدث في الفيلاج...
مستخدم في شركة عقد قرآنه على مُمرضة بعد رمضان مباشرة لأنه كان مُستعجل على نزع الملكية من الممرضة وضمّها لما يتحوّز عليه من أملاك في هذه الحياة.. ولأنه كان من الأصدقاء على الفايسبوك، سعدتُ بسماع أغنية (باركا الله لهما وعليها ... ) عبر خاصية الستوري، بخلفية صورة له وهو يمسك بيديها المُخضبتين بالحناء واحدة من تلك اليدين مزينة بخاتم ذهبي فصّه من زجاج لامع.. للاسف الشديد، وحتى وهو يُقاسمنا فرحته عبر مشاركة الصورة مع حسابها بالاسم، لم أستطع التطلع لما يحتويها فايسبوكها لمنعها الغرباء من التطفل على ما يدور هناك من حوارات وكتابات، لكن ما لم أعجز عن النجاح فيه، تكبير صورة بروفايلها لمعرفة ما ستؤول له نوع اختياراته في هذه الحياة مستقبلاً.. ففي مزحة لم تجانب الصواب نهائيا يقول السوسيولوجي سيغموند باومان:
_طبيعة اختيارات الرجل المستقبلية تنطلق من نوع الزوجة التي سيختار!! إما العذاب، وإما النجاة من الوحدة.. وفي غالب الأحيان تأتي المرأة حاملة تعاسة للرجل..
صحيح لا نطَّلِع على النوايا، ولا نافذة نرى من فجوتها المجهول من حياتنا، ولا نملك المَقدرة على سبر ما تخفيه الأيام مستقبلا، عدا، وهذا ممكن أن يكون خاطئاً هو الأخر، بعض الاختيارات، قد تكون، بوصلة توجيه لما تخفيه الأقدار وتطمسُّ معالمه الأيام.. لكن السيد المحترم الذي تزوج لم يكن يدر في خُلده أنه سيعاني كثيرا من هذه الزيجة وسيصبح تعيساً جداً .. ليس بجديد ما وقع له. حالات كثيرة وقعت تحول فيها الرجل لشُحنة عقدٍ لم تكن تعرف له طريق يوم كان أعزباً.. ذاك الشاب الأنيق الذي كان يدخل المقهى مبتسماً لم يعد يخرج من بيتهم إلا نادرا، إما لجلب علبة سجائر من كشك جانبي يقع على الطريق الغربي من الفيلاج، أو حين نلمحه يسير دون وجهة، تائهاً، بذاكراه معطلة لا يهتم بمن يلقون عليه السلام، ولو أننا نواسيه من بعيد بكلمة (مسكين)؛ لم يكن يسمعها لنعرف ردة فعله. سمح للحية بحرقِ كل معالم البهجة على وجهه، والذي كان يعطر الجو بقدومه للمقهى، تتبعه رائحة العرق المرهقة للعين قبل الأنف، وترفض النفس أن تطاوع العين بإطالة الملاحظة فيه اشفاقا على حاله.. تحول لآدمي ميّت..
في حديث جانبي هذا المساء مع صديق مقرب له، وسؤاله عن ما حل بالمعني حتى ينقلبَ هذا المُنقلب الذي لا تحبه لأيّ كان مهما كانت علاقتك به، أجاب صديقه بنوع من الغبن والانكسار والأسف:
_ بنات القحاب... لقاها كتخونو مع صاحبها القديم.. اكتشف بأنها كتلقى معاه فواحد البرتوش بتارودانت من بعد ما شافها واحد صاحبنا وقالها ليه، وفاش واجهها بالحُّجة والدليل .. تعرف باش جاوبتو:
_ لا؟!
قالت ليه:
_ عجبك الحال غا نبقاو هكا.. ما عجبك طلقني ومريضنا ما عندو باس؟
ببرودة حاججته .. كأنها لم تطعن شرفه في مَقتل .. كأنها داست على قدمه وفقط لتُعلن عن رد بارد ومستفزٍ بهذا الشكل.. كأنها لم تَقسم كبريائه وهو الذي أقام لها عُرسا بقاعة وجلب لها ما طلبته، وفي نوايها هيّ، كانت تضمر الخيانه عبر الابقاء على تواصلها مع خليلها، وهو المسكين، المخدوع، فرح بالزيجة، وتقاسمها معنا عبر خاصية السطوري.
لم تسعفها الطعنة فغرزت السكين أعمق بالإجابة.. لم تكفيها الضربة فعمِدَتْ أن تُلقِمَهُ السم.. لم تنطفئ رغبتها فأحرقت شعوره..
ما لم يستحمله الصديق بعد أن رفع دعوى الطلاق منها غسلاً لبعض خطاياه، حكم المحكمة لصالحها ب 22000 ألف درهم مؤخر نفقة ومتعة، ووجِبَ عليه تمكينها من المبلغ في أجل محدد كي لا يصير مطلوبا للعدالة ويخسر ما تبقى له من مكاسب في هذه الحياة.. ما لم يَراهُ عادلا، أن يكون الضحية الذي أُلـزِم بأداء أجرة قاتله..
صار صديقنا شبه مخبول.. أثر الصدمة وما أعقبها من حكم محكمة..
دمراه من الداخل..
لهذا، ولكي تتجنبوا الوقوع في نفس الخطأ الذي وقع فيه صديقنا، لا تصدقوهن حين يخبرنكم بأنهن نسيّن ماضيهن.. لا تطمأنوا لهن وهن يَحلفن بأن لا أحد كان يعبث بأعضائهن الحسّاسة... لا تثقوا في خجلهن وما يلبسنه من عباءة الطُّهر، ففي خلف السواد المُسيج للون العباءة، يختبئ شيطانهن..
لا تتزوجوا كي لا تموتوا مرتين.. مرة بالتعاسة.. ومرة بأن تفقدوا متعة الحياة بدفع تكاليف شراء سيارة جديدة لإحداهن، كما فعلت الممرضة، بمجرد ما حصلت على مبلغ الطلاق، غيرت نوع سيارتها، وصبغت شعرها ليتلائم مع اللون الجديد للسيارة..
كانت تستفزهُ بعبورها المتكرر من أماكن تواجده هو.
0 تعليقات
أكتب لتعليق